أحمرُ ..

 أصفرُ ..

 أخضرُ ..

ومئاتُ الألوانِ بحضنِ الشارعِ تمشي 

لكن ماذا تدري ..

عمَّا داخلَ هذا اللونِ

وماذا يدري اللونُ الأحمرُ عن لونٍ آخر..!

لا لونٌ يدري أو شارع

لا قلمٌ يدري أو لوحةُ مبدع

كلُّ الألوان سواء

آه ٍ.. لو أعرفُ لونًا يجذبُ كلَّ الألوانِ إليه،

لكنتُ جذبتُ القمرَ الليلةَ 

أطلقتُ البحرَ

بلا مدٍّ أو جزر

أخضرُ ..

أصفرُ ..

أحمرُ ..

والشارعُ يمشي في الألوان

“الأكلادورُ” بلونِ الدمِّ

لماذا الحبُّ بلون الدمِّ

لماذا الحبُّ بلونِ “الإكلادور”؟

لماذا الدمُّ بلونِ الحبِّ،

لماذا ليلتُنا في لونِ “الإكلادور” ..؟

أعرفُ أنك لا تدرينَ

وأعرفُ – أيضًا – أن “الأحمرَ” لا يدري شيئا

لا لونٌ يدري أو ريشة

لا عينٌ تدري أو رعشة

كلُّ الألوان سواء

آهٍ لو أعرفُ لونًا يجذبُ كلَّ الأشياء إليه

أبيضُ ..

أحمرُ .. 

أسودُ ..

واللونُ يسيرُ على الأرصفةِ وفي الميدانِ

الشَّعرُ بلونِ الأحذية،

الأحذيةُ بلونِ العينِ

العينُ بلونِ القلبِ

لماذا القلبُ بلونِ الأحذيةِ ولونِ الأسفلتِ

لماذا قلبُك – يا قمري – في لونِ حذائك؟

لا تدرين ..!

مئاتُ الألوانِ بحضنِ الشارعِ لا تدري

والشارعُ يمشي – منذ الألوانِ – على الألوانِ

ولكنْ ..

يجهلُ كيف يصيرُ الأسودُ أحمرَ

والأبيضُ أحمرَ

• في السهراتِ –

وكيف يصيرُ الأحمرُ أبيضَ

عند صراخِ الطفلِ

وعند ضياعِ ملامِحنا

أبيضُ أم أحمرُ

وجهُ الطفلِ ووجهُ ملامِحنا ..؟

وجهُ المرأةِ أم وجهُ الحرب

وجهُ الحبِّ، ووجه النار

وجهُ “الإكلادور”، ووجه الثأر

أسودُ أم أبيضُ

وجهُ الليلِ، الأحذيةِ،

ووجه الشارع

فالشارعُ يمشي في الألوانِ، على الألوانِ

ولكن لا يدري

ماذا يدري الأخضرُ، والأصفرُ، والأزرقُ 

والـ … عن معنى الألوان

فكلُّ الألوانِ سواء

آهٍ لو أعرفُ لونًا يجذبُ كلَّ الألوانِ – الأشياءِ – اليه

أبيضُ ..

أسودُ ..

أحمرُ ..

و”الإكلادورُ” بلونِ القلبِ

الحبُّ بلونِ الشعرِ

لماذا الشَّعرُ بلونِ الدمِّ

لماذا العينُ بلونِ الإسفلتِ

لماذا ليلتُنا .. أحذيةٌ، حربٌ، نارٌ، ثأرٌ، وقنابلُ موقوتة

أسودُ ..

أحمرُ ..

أصفرُ ..

كلُّ الألوانِ سواء

آهٍ .. لو يعرفُ لونٌ كيفَ يصادقُ لونًا آخر..!