اللوحة: الفنان الإنجليزي فريدريك لايتن
لماذا
لماذا تستيقظين في كهولتي
كل شيء لا يجيء في موعده
وأنت خارج الليل علي حافة القمر
تجلسين في شرفة تطل
علي أنفاسي المتقطعة
وأنا أستحلب ٌقرص النيتروجلسرين
تحت لساني المرتعش
لا أخاف الموت
لكنني حزين
لأنني لم آخذ حصتي بعد
من عضة الحب الحقيقي
عشت علي الأرصفة
أشاهد الفتارين
ولا ألمس بيدي شيئا
ألوح لراكبي العربات
وأغمز مغتبطا لحسناء تخطر من بعيد
هكذا ظللت واقفا بناصية الحياة
التي عبرت متعجلة
علي موعد مع غد..
ليس لي.
ذلك القروي
ربما تَذكُرُكَ ذات يوم
وأنت علي سلم الحافلة
تتعلق كبهلوان
وتقفز قبل أن تتوقف
لتلعق الإسفلت
وتملأ جسدك التسلخات
كانت الكارثة في قميصك الممزق
سَحَبَتْكَ يومها لأقرب صيدلية
وضمدَتْ جروحك
وأنت غارق في ألمك
وخجلك الريفي الوريف
كنت ذلك القروي الذي بهرته أضواء المدينة
وزميلة الدراسة خضراء العينين
ومحاضر الكيمياء ثقيل الظل
والكابتشينو الذي لم تكن تعرف اسمه
وضحكتها الرائقة
وأنت تسأل عنه
– لم تكن تقصد إيذاءك –
لكنك انسحبت
في خجل أليم