عائشة العبد الله
اللوحة: الفنان السوري ماجد سعدو
أن أفتحَ نوافذ البيتِ
وألوّحُ بإيماءةٍ لتجهّم المارّة،
أضعُ الفتات لحمامةٍ ترمّد ريشها،
أخالفُ شتاء الطبيعةِ
وأنزع قبعتي،
وتركضُ الأرانبُ تتقافزُ على شعرك
وتضفّر شفتيك.
ليس بعد اليوم،
سأنتظرُ العالم يضبطُ ساعاتهُ
على موعدِ وصولك،
أجتزّ العشب النافرِ على حافة الحقيقة،
وأنفخ عبثا زهورا بلاستيكية تلوّن صلابةَ الموقف،
أخدعُ أرقام النردِ
وأسخّر لك السلالم
وأتخطّى الثعابين،
أغفرُ للأفقِ السابحِ في كلماتٍ ضبابيةٍ على المرايا،
أختصرُ لك الليلَ في رقصةِ وشاح،
وأدورُ،
أدورُ..
ملاءةً صوفيّةً
تلبّستها خفقةُ عشقٍ فصلّى معها العالم.
صباحٌ لا يحملُ رائحة المشموم،
تمشي دونَ أن تصفعها ريحٌ باردةٌ
على أكتاف عارية،
مستقيمةً فقط،
وتنظرُ إلى فجوةٍ في حلقِ السماء،
تسألها بغضبٍ
لماذا لا تشتمُ الحب وتدافعُ عن حقها في السقوط؟!
متجهمةً كما كان انعكاس العابرين في النوافذ،
حبة قمحٍ باردة،
وتكرهُ الدفءَ في المواقد.