في كلِّ صباحٍ أتوضأُ من عينيكِ

وأغني للبحرْ

تصحو الأمواجُ الخضرُ على لحني

وتمدُّ يديها بـ “صباح الخيرْ”

يأتينا سربٌ من طيرِ الحبِّ الأبدي

ويغني معنا لشعاعٍ بكرْ

يتمطَّى الرملُ

ويشربُ من أكوابِ الفجر

تنسكبُ الشمسُ على جسدِ الكورنيش

فتغتسلَ قواربُ صيدَ الأسماكِ

لكنْ ..

صلصلةُ السيارةِ تخرجني من عمقِ الزمنِ الضوئي

فأجرجرُ روحي السكرى ببراءةِ عينيكِ

وطفولةِ شفتيكِ

وحديثكِ عن قمرِ الصبحِ المتألّقِ

تحت سماءِ الشعر

وأعودُ لأرتطمَ بأسفلتِ الواقع

وقضايا الزمنِ اليوميّ

أرتدُّ لسابعِ أرضٍ بين ملفاتِ الخدمةِ

والتسويةِ الماليةِ

دفترِ أحوالِ الأمنِ، أجازاتِ المرضى، وقراراتِ التعيينِ، وأقساطِ السلفة

لكن حين تهبّينَ على خارطتي 

أسبحُ في عينيك 

أتوضأُ من طهرهِما

وأغني لملفاتِ الخدمة

تصحو التسويةُ على لحني

وتمدُّ يديها بـ “مساء الخير”

يأتيني سربٌ من أسئلةِ الروتينِ الفرعوني

ويغني معنا دفترُ أحوالِ الأمن

وتوقيعِ حضورِ السادةِ

وأجازاتِ المرضى

وقراراتِ التعيين

تتمطَّى أقساطُ السلفةِ

تضحكُ ..

تتثاءبُ أنصبةُ العمالِ 

وأخرجُ من دائرةِ الزمنِ المحكم

لأقابلَ عينيك السوداوينِ

وقد علقتا

راياتٌ سوداء 

على شطِّي