فاطمة كريم
اللوحة: الفنان السوري إسماعيل أبو ترابه
على بُعدِ حربٍ ونصفِ انطفاء
أتتني تجرُّ المدى، كبرياء
لتغرسَ زيتونةً من صداها
فأورِقُ منفىً وحلماً وماء
أنا الغيمةُ
الروحُ لي الأرضُ
أسقي عطاشاً
حناجرهم ضلّ عنها الحداء
أنا.. مَن أنا؟!
مِن حَمامٍ تهجى احتراق الهديل
بِسطر السماء؟
أقمتُ على شرفةٍ للسّلام
أراقِبُ ظلِّي،
و ظلي ارتقاء
شظايا أراملَ ..
أوراق شعرٍ..
رصاص يمزقُ لون البقاء
أُزوِّرُ شكلَ احتضارِ التضاريس
أُقرِضُها
من خلودي انتشاء
أُلملمُ بعضي وغصناً تدلّى
يُقاومُ فقداً بحقلِ انتماء
ويغزلُ إكسيره البابليَّ
من الشوكِ قبلَ انبلاجِ الهباء
مسافةَ زيتونةٍ أو تزيدُ
نثرت دموعيَ داءً بِداء
نصبتُ على أهبةِ الأفق
شمسي
وأطلقْتُ وحي المزاميرِ:
فاء..!!
تنبهتُ ..
أهمسُ للأمنياتِ وأُلبِسها
وشوشاتِ الغناء
الجذورُ تشدُّ إليها الرداء
أنا الغيرَةُ البكرُ
لي الأبجديّةُ
مبثوثةً في مرايا النساء
أعلِّقُ بالباب أجراسَ روحي
تبوحُ
بما باحَ نهرُ الضياء
تفسِّرُ
كيف بساطٌ من الماءِ
تسري عليه صلاةُ الهواء
على بُعدِ حرفٍ ونصفِ انطفاء
أجرُّ المدى
والمدى كِبْرُ (ياء)