اللوحة: الفنانة المصرية أسماء الزقرد
لقَدِ عجِبَ الَّليْـلُ من أمْـرِهِ
وصَمْتٍ تَلوَّى على جَمْرِهِ
إذا الْحُبُّ أشْعَلَ أحْـشَــاءَهُ
تَسَـتَّرَ، وَالـنَّـارُ فى سَـتْـرِهِ
كمَا الشَّجَرُ الْخُضْرُمَدَّ الظلالَ،
وشدَّ الضلوعَ على حَرِّهِ
وكيفَ يَبُوحُ بـأوْجَــاعِـهِ
مَتَى كَشَفَ الْبَحْـرُ عَنْ دُرِّه
تَـرَاهُ يُـتَـرجِـمُ أحْـزانَـهُ
لآلئَ عَـاشَـتْ على ضُــرِّهِ
فتزْهُو الْحِسَانُ بما تَرْتَدِى
ويَحْسَبْنَهَا كُـنَّ مِنْ خَـيْــرِهِ
يُجالسُنى كلَّ يَــومٍ نَـديـمٌ
وما مَـرَّةً ذقْـتُ مِـنْ خَمْرِهِ
تَمُرُّ الْحُرُوفُ بقلْـبِ الْكَمَانِ
وآهٍ لِـمَـا كَـانَ مِـنْ أمــرِهِ
يُـذيعُ يُـذيعُ كَمَـا يشْـتَهِى
وإنِّىَ مَـنْ ذابَ فـى سِـــرِّهِ
فلوْ مَات عِشْقًا
سأنْسابُ صَمتًا
فمَأسَاةُ عِشقىَ فى جَهْرِهِ
فَـلا تَحْسَبُوا صَمْتهُ هَـادِئًـا
فقدْ فَجَّرَ القلْبَ فِى شِعْرهٍ
كمُؤْمِنِ فرْعَوْنَ إذْ يَهْتدِى
فَـيُـمْسِى يَـبَـالِغُ فِى كُـفْـرِهِ
بَـدا كِبـرِيَاءً بعيدَ الشُّمُوخِ
ويُوشِكُ يَسْقُطُ مِـنْ فَـوْرِهِ .