غَنِّ لمشاكلك لتختفي!

غَنِّ لمشاكلك لتختفي!

أمل بشير

اللوحة: الفنانة الكويتية هاجر عبد الرحمن

ألا يمكن أن تغني لمشاكلك فتختفي؟

جملة سمعتها منذ قليل في أحد المسلسلات ولكنها بقيت تتردد في عقلي بحيث سيطرت على حواسي فلم اعد اذكر أو اسمع أو افكر ربما حتى أشعر بسواها

ترى هل تجاهل مشاكلنا أو الغناء لها سيجعلها تختفي أجدني تارة أجزم انها بالطبع لن تختفي وتارة أخرى اقسم انها قد تحتفي ثم أمعن في التفكير أكثر فاسأل نفسي ما هو تعريف المشكلة هل هي حدث أو مجموعة أحداث حين تلوح في الأفق لا نجد لها مخرجا ثم شعرت أن ربما هذا تعريف قاصر فلجات لصديقنا الذي لا يفارقنا ويحل مشاكلنا دوما العم جوجل فبحثت عن معناها وسأنسخه كما وجدته

شَكَلَ الأمر يشكُل شَكلاً، أي: التبس الأمر، والعامة تقول شَكَل فلان المسألة أي علّقها بما يمنع نفوذها. وعند التهانوي: “المشكل اسم فاعل من الإشكال وهو الداخل في أشكاله وأمثاله، وعند الأصوليين اسم للفظ يشتبه المراد منه بدخوله في أشكاله على وجه لا يعرف المراد منه إلاّ بدليل يتميز به من بين سائر الأشكال والمشكل ملا ينال المراد منه إلا بالتأمل بعد الطلب”، كما أننا نجد عند الجرجاني، بالإضافة إلى المعنى المذكور عند التهانوي حول المشكل، نجد مفهوم المسائل، وهي عنده : “المطالب التي يبرهن عليها في العلم ويكون الغرض من ذلك معرفتها” . 

أما المشكلة كما نجدها في المعاجم الفلسفية فهي: “المعضلة النظرية أو العملية التي لا يتوصل فيها إلى حل يقيني”، إذا هي شيء ما يقف في طريقنا فيمنع مسارنا لا نستطيع أن تبعده أو نفتح المسار، ولكن أظننا قادرون على الالتفاف حوله، على تجاهله على تناسبه على تخطيه فإن كانت تتخطى حدودنا كبشر فلم نتصرف كآلهة يجب أن نعترف أن هناك ما يفوق قدراتنا وطاقاتنا ليس بالضرورة أن نقف بوجه الريح العاتية يمكننا احيانا ان نخفض رؤوسنا أن نتخذ ساترا أو أن نستسلم حتى تزول

أي مشكلة مهما بدت لنا عظيمة ما هي إلا صخرة في طريق يمكن أن نختار سواه إن لم نستطع تحريكها أو ازاحتها، وهو بالضبط كالغناء: “غن لمشاكلك وحتما ستختفي”

لا تجعل منها حجة تمنعك من أن تتخطاها وتغفل دروبا تخلو من العقبات لا تتوقف عندها فيمضي العمر دون أن تحلها او تزول ودون ان تعيش هذا العمر، امض قدما واترك تلك المشكلة خلفك وتأكد أن لم تحملها انت فلن تستطيع اللحاق بك

غن لمشاكلك عزيزي وارقص أن اقتضى الأمر تجعلها تختفي، انفض ذلك الغبار وانظر إليها تتبخر في الهواء أمامك.

احذر الإهمال

عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة

 عندما تهمل نصفك الاخر فإنك تدق مسمارا في كل يوم في نعش سعادتك انت 

لا تعتقد أن الطرف الآخر وان لم يظهر امتعاضا او لم يبد عليه ذلك انه راض او سعيد، الاهمال يولد شعورا بالاستغناء مع كل دقيقة تهمله يعتاد على غيابك وتصبح كقطعة اثاث مع الايام يمكن الاستغناء عنها واستبدالها تصبح شخصا عاديا بحياته تفقد قيمتك ومكانتك ورونقك يخبو تأثيرك على مشاعره وتتناقص الأحاسيس تجاهك وتنطفئ الشعلة وعندها تكون قد قتلت بإهمالك تماما السعادة في حياتك انت وحياته هو او هي وقد يبحث عن سواك دون أن تشعر او لا يفعل

 ولكنه يبقى بجسده فقط معك قد تعتقد أنك ملكته، ولكنك مخطئ فالجسد بلا روح بلا كيان بلا قلب بلا مشاعر يصبح مجرد جسد وتصبح انت بالنسبة له سجن وعندما تكون واثقا بانه لن يتركك لن يرحل ابدا قد يفعل قد يستغني عن قطعة الأثاث التي تصيبه بالرتابة او يأتي بسواها ويتركك حتى لا تدري لم فعل. 

انتبه وانتبهي قبل أن يتم استبدالك او الاستغناء عنك بالإهمال ستفقد ما كنت تظنه لك فقط بالحب والاهتمام تستمر الحياة الزوجية مهما أحاطت بها من ظروف

وبالإهمال فقط تنتهي، حتى لو بدا أنها ما زالت مستمرة.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.