بثينة الدسوقي
اللوحة: الفنانة السورية بسماء القطيفان
أنشد حياة أجمل
لا أدري ما الذي دفعني لارتداء أحذية الأخريات والتحدث بألسنتهن.. أو الاختباء خلف أبوابهن المغلقة والتلصُص على أحاسيسهن؟ ربما هي رغبة في السرد بلا حد.. سرد وجدت نفسي أضمّنه كل المعقول واللامعقول..
سرد نسجته على مدار أيام بعيدة.. لكنه رغم اختلاف الأزمنة قائم.. فالزمن غالباً ما يجري.. ونحن داخل مشاعرنا.. وقوف، وربما أني تأثّرت ببعضهن.. سواءاً كنَّ محض خيال أو أنهن يحيين بيننا في صمت.. تأثرت لدرجة الخوف من اختبار تجاربهن.. أنا أو أي ممن أحب، أو ربما فقط لأنني أنشد لكل امرأة.. حياة أجمل!
تساؤلات أبدية
ألتمس للأسئلة ألف عذر لتسكنني.. فأنّى لها أن تجد ذلك المرتع الفسيح غير نفسي التي استعمرها الخوف واستوطنتها الأسئلة زمناً وما كان بهين أن ينفصلا عنها مهما اختلفت المَشاهد
من أنا؟
أنا.. هي.. بكل ما يحمله الضمير من معنى.. وخوف.. وقيود وتساؤلات أبدية تتكرر على مر الزمن.. كتلك التي يلقيها الكهنة مراراً وتكراراً على أسماع كل ميت.. فينجو.. أو ينال منه عمعموت*
وكأننّي.. وكأنهّا.. لا تتعلم أبداً.. وإن تعلمت.. ينسيها الميلاد الجديد على مر الزمن كل إقدامها وشجاعتها الفطرية ويدس في شرايينها نفس الخوف والأسئلة من جديد.
أحاديث النفس
تأخذني أحاديث النفس.. تلك التي لا يمكن ترجمتها.. ولا يمكن الانفصال عنها.. فوجودها هو الوجود.. وخروجها بعيداً عن أسوار النفس يعد الجنون بعينه، ربما أنها تتوارى خلف برقع حياء تضعه الحياة على قسمات الوجه لكنها تظل من وراء نسيجه الشفيف.. موجودة.
هل تَوارِي الشمس خلف الأفق.. اختفاء للشمس؟!
الأحاديث.. ربما هي الحلم.. أو هي استيلاء للروح على العقل فتجعله يؤمن بما هو زيف ويكفر بالحقيقة.. لكنها.. وكما يؤكد ديكارت* دليل على الأفكار.. وعلى الوجود..
جُب الواقع
رغم كل شيء.. يبدو الواقع أحياناً أشد غرابة وأكثر إثارة من الخيال..
يبدو لي ما قاله ابن خلدون* – عن انتظام أفعال البشر وترتيبها بسبب إدراك الفكر الواقعي لترتيب الأحداث- قد اختل في زماننا هذا.. فالأحداث تسابقنا.. وتحاورنا.. والواقع الغريب يفرض علينا كل حين معضلات جديدة ربما لا تجدي معها محاولات الهروب إلى الخيال!!