عائشة العبد الله
اللوحة: الفنان الأيرلندي والتر فريدريك أوزبورن
من أين أعثرُ على كلمةٍ
مفخخة بالأغنيات؟
كلمة مُسكرة من شدّة دورانها،
تكادُ لفرط رقصها تطير،
تهزّ جسدها إلى ساعتين دون أن يمسها تعب،
كلمة تهبّ نهاراً حلواً على عاشقيْنِ
غارقيْن في اللذة،
دون أن أميل إلى نمطية “الفرح”
أو أسقط في سماجة “السعادة”.
من أينَ آتي بكلمةٍ تشبهُ اللحظةَ تماما،
كأن نتشاجرَ ونتراشق حماقاتنا،
أن نُسمن الهراء الذي يتشكل في جسد الخلاف،
أن نضرب موعدا مع الفراقِ ونتخيل أيامنا
بعده في دقيقتين،
أن تستدير يداك وتوشك على الرحيل،
أن تعود..
لتلتقط دمعة قبل أن تنفرط.
تصبّ رحيق ياسمينة على شعري
ثم تقول:
اكتبي.. لي.
وأنا.. أبحثُ في أبجديتي عن لفظةٍ مأهولةٍ
كذلك الحب،
حقيقيةٍ.. كتلك الضحكات المرسومة على ذاكرة جدراننا،
لامعةٍ.. كفتات الورق الفضي الذي تركناه ليلة البارحة،
أريدُ الكلام الذي يفسّر ضوع الياسمين،
أريدُ تلك الكلمة التي تدورُ بفساتينها
على دهشة العيون،
الكلمة التي تصوّر الشغف أبديّا،
الكلمة التي تضمّ وتقبّل وتمارس الحب،
الكلمة التي تقولها طفلتي التي لم تتعلم الحديث بعد،
حين ترفضُ برأسها كلّ وسائد الريش،
وترميهِ في الطين الناضب على صدري.