جـَـــدِّي

جـَـــدِّي

باسم فرات

اللوحة: الفنان التونسي مصطفى الدنڨزلي 

على شُـرُفَـاتِ الْـمَـدِيـنَـةِ

شَـمْسٌ تَـسْــتَـيْـقِـظُ علَى وَقْـعِ أقدامِ جَـدِّي

عائدًا مِـنْ صَـلاتِـهِ

حِـيـنَـها تَـكْـتَـظُّ أعمدةُ الكهرباءِ بالزَّقـزقات

الـنَّـسِـيمُ في صَـبَاحَاتِ أواخِـرِ آبَ وفي أَيْـلُـولَ

يدخُـلُ أَزِقَّــتَــنَـا مُـعَــبَّـأً بِـنَـدَى الْـبَـسَـاتِـينِ

لقدْ زَفَّـهُ سَـعَـفُ النَّـخِـيـلِ عَـرِيسًا 

الكسَـبَةُ يَـرُشُّـونَ الماءَ أمامَ دَكَاكِـيـنِـهِمْ

وبَـهْـجَـةُ الصَّباحِ ترنِـيـمَةٌ تَـمْـلأُ الوُجُـوهَ

دَعْ مَـشْـرِقَ الأرضِ أمامَـكَ

وادْخُـلِ السُّــوقَ

عن يَـمِـيـنِـكَ شفيعُ الحيارَى ومِصباحُ نَـجَـاتِـهِمُ

الطامِعينَ بِـرَدِّ اعتبارٍ لِـسَـيْـلِ الأسَى في القُـلُـوب

وعنِ الشِّـمَالِ مُـنْـتَـظَــرٌ 

يموتُ الجميعُ ولا طُــرُقَ تُـوَصِّـلُ إلى اسْـمِه

قـارئُ القرآنِ، يَـفْـتَـتِـحُ نَـهَـارَ “الطَّـالِـعِـينَ على بابِ الله”

ثَـمَّـةَ تَـفَـاؤُلٌ “بِالـرِّزق” 

السُّـوقُ الْـمُـزْدَحِمُ بِـرَبَّـاتِ الــبُــيُـوتِ 

مُـتْـرَعٌ بابتساماتِ سَـاكِـنِـيـهِ

هُـنَـا الأيَّـامُ فُـراتٌ

بِـفَـيضانِـهِ يُصْـلِـحُ العطَّارُ كلَّ شَيْء

جملةٌ كانَ يُـكَـرِّرُها جَـدِّي

كُلَّما الْـتَـفَـتَ إلى مَاضِـيـهِ الطويلِ

أوْ بَـدَأَ عَـمَـلَـهُ بِـرَشِّ الْـمَـاءِ أمـامَ مَـنْـجَـرَتِـهِ

حيثُ قضَى عَـقْـدَهُ الثَّمانِـيـنيَّ 

ينجُـرُ صقيعَ الغابات أَسِــرَّةً دافئة.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.