غُربةُ النّاي

غُربةُ النّاي

محمد عبد الرحمن شحاتة

اللوحة: الفنانة السعودية فاطمة حسن المطر

مِنَ الشَّفقِ الذي 

يكسو جَبيني

وَمِن أقصى اليَسارِ 

إلى اليَمينِ

ومِن خَلفِ السِّياجِ 

عَبرتُ رهوًا

لفاتنةٍ 

بطعمِ المَندرينِ

مَعي وجعُ الرَّحيلِ 

رفيفُ دَمعي

وتَقديسي لزيتوني وَتيني

وغُربةُ نايِنا البَكَّاءِ

عَزفُ الرَّبابةِ

بَرقُ عينِكِ مِلحُ طِيني

أهابُ الأرضَ حتّى هابَ مِنّي

دَمُ القلبِ المُسافرِ 

في الوَتينِ

وأجراسُ البدايةِ أسلَمتنا

لدربِ الشَّوكِ 

للوهمِ المُبينِ

نُصافِحُ ظِلَّنا حينًا

وحينًا

نسيرُ ولا نكفُّ عَنِ الأنينِ

ألا يا غُربةَ النّاي اكتفَينا

منَ الظَّمأِ العَقيمِ

مِنَ المَنونِ

مِنَ الأرضِ التي أضحتْ خرابًا

مِنَ الأسدِ المُقَيَّدِ 

في العَرينِ

فكيفَ لَنا بأحلامِ المَرايا؟

مَعينُكِ ناضِبٌ

وكذا مَعيني

رَحلتَ أيا فَراشَ 

وعُدتَ صَبًّا

ولونُكَ يا فراشُ غَزا عيوني

غواياتُ القصيدةِ ألهَمَتني

بحورًا 

موجُها لا يحتويني

فلا ودَّعتُ عِندَ الليلِ سَمتِيْ

ولا ودَّعتُ 

عندَ الفَجر لِينيْ

ولا خمَّرتُ مِن عينيكِ خُبزًا

ولا أهدَرتُ في عينيكِ 

دِينيْ

لِعُشبِ الأرضِ 

ذاكِرةٌ وهَمسٌ

إذا داسَتهُ أقدامُ الحَنينِ

سيذكرُنا معًا 

ما مرَّ دَهرٌ

وما مرَّ النَّسيمُ على الجُفونِ

رأي واحد على “غُربةُ النّاي

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.