عائشة العبد الله
اللوحة: الفنان المصري محسن عطية
الآن..
يحقّ لك أن تستريحَ كالنهرِ الدافقِ
على وجهِ حبيبتك النائمة،
يمكنك أن تهاجم فمها المدعوك بالملحِ
دون أن تمدّ يدك لتغلق الباب،
تمتصُ أفقها المنذورِ للسماء،
وتدّعي أنك جبلٌ يهيمُ بأرضِ قدميه.
***
الآن..
يحتكّ جلدك بجلد طينكَ
ويصير الطينُ مرآة،
حبيبتك ترفع شعرها إلى الأقصى لتقول:
أنا معك كالعراء،
وأنت تمشّطُ التجاعيدَ على قلبكَ وتقول:
هذا العراءُ الذي يقتحمُ الغابة.
***
تشبهها أنت،
وهي تمرّ بقبضةٍ من النارِ
في عينيها،
غير أنّ إبهامها يصير مشرطا،
حين تصفّدُ يديك.
***
الآن فقط،
سوف تكفرُ بالكافورِ والسدرِ،
ونُسُكُكَ الوحيدُ رائحتها،
تستلقي بجانبها خيالاً أصدق من حقيقةٍ
في ملكوت البشر،
وأنتَ تتقصّى تعرّج حقولها عشبةً عشبة،
وتدرك
أنك لم تشهد معنى في قلبك أخضرَ،
قبل هذا الانزلاق؟!