محمد عبد الرحمن شحاتة
اللوحة: الفنان الأمريكي جيرمي مان
رَقصٌ عَلى الجَمرِ
أمْ رَقصٌ على المَاءِ؟
أُنثَى المَساءِ
تُغَنِّي فوقَ أشلائي
في آخرِ اللَّيلِ
تَقفو إثرَ أورِدَتي
وَتُوشِمُ الحُزنَ
في كَفِّي كَحِنَّاءِ
قَدَّتْ قَميصيَ
والأحزانَ واستَبَقا
البَابَ لَيلًا
ولا بَابٌ بأرجائِي
هَذي الجَميلةُ
خَلفَ العينِ نائِمَةٌ
تُراوِدُ الحُلمَ فينا دونَ إيحاءِ
لِي فيكِ سِرٌ
كَسِرِّ الرُّوحِ في جَسدي
يَكادُ يُفصِحُ
عَن سِرِّيْ وأنبائي
بَيني وبَينَكِ
بَحرٌ هائِجٌ وأنا
لَستُ المَسيحَ
لِكي أمشي على الماءِ
أسبَلتِ جَفنَكِ
خَلفَ الشَّمسِ مُذْ طَلَعَتْ
فامتَدَّ ظِلُّكِ مُختالًا بأنحائي
كَطِفلَةٍ
ضَفَّرَتْ أحزَانَها
ومَشَتْ
تُحصي الدَّقائِقَ
في صَحوي وإغفائي
آثرتُ قُربَكِ
حَتّى كادَ يَقتُلُني
خَوفُ الفِراقِ
وأعوامٌ مِنَ الدَّاءِ
وَجِئتُ أركضُ نَحوَ البَيتِ مِن شَغَفٍ
وكادَ يَنزِفُ نَبضي
مِن سُوَيْدائي
فَما عَرَجتُ
إلى مِحرابِ عِينيها
ولا دعوتُ
ولا أتمَمتُ إسرائِي
وَقَفتُ
قَبلَ بلوغِ البَابِ مَنتَظِرًا
أأطرقُ البَابَ
أمْ أنأى بأهوائي
نادَيتُ باسمِكِ
والشُّباكُ مُنغَلِقٌ
وما سَمِعتُ سوى تَرديدِ أصدائي
فَوقَ الجِدارِ
تَئِنُّ الذِّكرياتُ وَليْ
فَوقَ الجِدارِ شَخَابِيطِي
وإملائي
هُنا
يَمُرُّ شَريطُ العُمرِ يَرجعُ بيْ
وَيُنبِتُ الزَّهرَ
في أعماقِ صَحرائي
أقسَمتُ أنَّكِ
مِلءُ القَلبِ مُوقَدَةً
كَنَجمَةِ
ضوؤها يَغتالُ ظَلمائي
وكُلَّما بَعثَرَتْ أسماءَنا طُرُقٌ
تَسري حرُوفُكِ
في شِريانِ أسمائي
تأبى سِهامُكِ
أنْ تَنسَلَّ مِن عُنُقي
فكَيفَ تُتقِنُ بَعدَ الطَّعنِ
إحيائي؟
يَقولُ آدَمُ:
يا حَوَّاءُ مِتُّ هُنا
سَرَّاءُ قلبِكِ
لَمْ تَعبأْ بِضَرَّائي
بِئرُ المَحَبَّةِ تُخفي الماءَ عَن عَطَشي
والجُبُّ
أعمَقُ مِن دَلوي وإدلائي
عُمرٌ طَويلٌ وَما مَسَّ القَصيدُ دَميْ
ولا تَعانَقَ
حَرفُ الحَاءِ والبَاءِ
جَيشي هواكِ
ورِمشُ العينِ قلعتُهُ
فكيفَ يَقربُ مِنّي
جَيشُ أعدائي؟