شاهد عيان في قرن سابق

شاهد عيان في قرن سابق

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان الأميركي يعقوب لورانس

إلى أسامة حداد

لم يكن دريدا وحده

ولا المتنطعين بحرف الدال

ولا لاعبي الأكروبات في موالد التدجين والتدشين والعته والزحار

كنت شاهد عيان في قرن سابق لمؤلفين أطلق عليهم الرصاص 

من مسدس كاتم للصوت 

غير أن القاعة انفجرت بالضحك ثلاثي الأبعاد 

وكان أن تناثرت الأصوات وتحشرجت الحنجرات

لكن المؤلفين وضعوا أقلامهم في جروحهم

وانتفضوا في مظاهرة عمت النصوص 

وكان صاحب الكلب الهرم قد عقد هدنة مع الموت 

بماكينات الغسيل الكلوي 

لكن مجدي الجابري وابراهيم فتحي وفتحي عامر آثرو الموت 

على تسول العلاج 

وكنت أحتفي بيني وبين نفسي بالجنرال في متاهته 

قبل أن يحكي عن خليلاته الحزانى

وكان بيسوا في نشيده البحري يطحن جمجمتي

ويبول ألن جنسبرج على العالم مع متشردي نيويورك 

لكن شيركو بيكه سي طوحني في كبسولات فارهة 

لأرتطم بأقزام السطو المسلح 

واستنساخ اللعب البلاستيكية في آلية الصخب وخريف التسكع 

وشحاذي المرافئ 

وأرصفة الشحن والهروب الجماعي

في هايكو المسوخ والمردة والرعاة البهم والأغيار.

كنت ألعب النرد عبر بوابة الحلواني 

وكان أسامة أنور عكاشة يحاول أن يستعيد لياقة الأرابيسك وليالي الحلمية 

وكان عادل إمام قد كون فرقة عطا الله لبيع الأوهام 

بعد أن غرق في أفلام المقاولات، بعد أن نجا من قصر السادات 

وقتل عازف الأورج الشهير 

كل أدلة النفي والثبوت يا متر عاجزة عن اقتلاع الغدة الكظرية 

ومنع الدعارة في الميادين 

حتي بيكاسو في الجرونيكا رغم خديعة الألوان والنصوص لم يفلح في تقليل منشطات دريدا لقتل المؤلف وإخفاء النص في صناديق الزبالة حيث يقيء البرجوازيون بطونهم وحيث تلتهم القطط الجائعة نفايات الغرباء بالشقق المفروشة بلحم رخيص ولا يجد أطفال الشوارع ضالتهم في صناديق القمامة وقبل أن تقتلهم نيران الثورات البائسة.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.