خلفي تركض صخرة

خلفي تركض صخرة

عائشة العبد الله

اللوحة: الفنان الدانماركي كارل فيلهلم هولسو

أركضُ 

وخلفي تركضُ صخرةٌ كبيرة هي الوجود،  

كل الأصوات التي تحاول أن تخففّ فجيعتي 

تضيعُ في زحام الصدى،

لا أحد سواي

يغمى على قلبهِ في دقّةِ كلّ ثانية،

لا يدٌ يمكنها أن تصل لانتشالك

وأنتَ تجري بهذا الهلع،

لا يدٌ أصلا يُمكنها تلمّس رجفتك،

ولا مسافةٌ تحيدُ عن خطوتها قليلا، 

كي تمنحك الدقائق الكافية،

فقط.. حتى تلتقط نفساً سريعا،

وتخضع لفكرةِ الموت.

*** 

كان عليك أن تخشى من امرأةٍ تكتب،

امرأةً تحمل سكينا تشطرُ بها الكلام،

وأصابع تنغمسُ في الشمعِ 

قبل أن تصافح يديك،

المواسمُ في عينيها لا تنتهي بالربيع،

وجروحها الرطبة،

تذكّرك دوما بعطبِ التفاحِ في جيبك،

في صوتكَ ذراعانِ يقودانِ إلى المنافي النائية،    

في صمتها ضمّةٌ لا تدركُها عيونُ الهاربين،

بين أوراقها سوءاتك لا تسترها الرموز، 

وعلى الرفوفِ خيباتك معلقةٌ مع التحفِ القديمة والصور،      

سوف تغضبُ كثيرا على انتفاخِ بكائها،

سوف تتخيّلك طاولةً وتواصل الكتابة،

ولأنها تعرفُ أنّ لخطوتها صريرُ الباب،

تترك على قلبك مشيةً قبل الرحيل.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.