إيلانُ.. يا جُرْمَ العرَبْ

إيلانُ.. يا جُرْمَ العرَبْ

جابر بسيوني

اللوحة: الفنانة اليونانية ماريا غياناكاكي

إلى الطفل السوري “إيلان عبد الله الكردي” (٣ سنوات) الذي وجد غريقاً قبالة السواحل التركية في 3 سبتمبر 2015، أثناء محاولة أسرته الفرار من الحرب السورية.

إيلانُ . . يا طفلَ العربُ

يا جمرة ً فوق الثرى

لن تُطـْفئَ السنون َ نارَها بصدْرنا

تري غـَرقـْت َ عـْيلة ً

اًم نحن في فسادنا

غـَرْقيْ؟

بضعْفِنا

وذُلِّنا

وخوْفِنا

إيلانُ يا طفلَ العربُ

ماذا اقْترفْتَ؟

كي تموتَ مجهولا ً

على شط ِّ الردى

هل ضاقت ِ – الأن َ – بـِنا بلادُنا

فصار كلَّنا يَفرُّ مِن أخيه فرَّ آخر الزمنْ

هل مالتِ الأشياءُ في أعْرافِنا

فصار عهْدُنا يباعُ في حوانيتِ الوري

بلا ثمنْ

إيلانُ يا طفلَ العربُ

– نسْألُ مـَنْ عن مقـْتـَلِكْ؟!

هل نفْتحُ التحْقيقَ

في وضْحِ النهار ؟!

اُم الظَّلامُ سُتْرةٌ

بهِ نُواري جُرْمَنا

والليلُ يُسْدِلُ الستارْ!!

-أين عُمَرْ ؟!

عَنْ بغـْلةٍ تَعثـَّرتْ

                   كان الذي يُحَاسَبُ

-أين صلاحُ الدين؟!

عن قـدْسِنا

                   كان الذي يُحَارِبُ

إيلانُ . . يا طفلَ العرب

هُنـَّا على أنْفسْنِا

فـَهـَانَ عَرْضُنا

                  وأمْرُنا

وأصْبَحـَت بلادُنا ليسْتْ لنا

***

غريبة ٌ أيَّامُنا

بَعيدة ٌ أحلامُنا

                  وحُرَّة ٌ أطماعُنا

نَحْيا بلا أسماءْ

نَمْشي بلا عنوانْ

والخوفُ في كلِّ الخطى

كأنَّنا

أعجازُ نخْل ٍ خاويةْ

إيلان يا جُرْمَ العربْ

لا تنْتظرْ

قَرَارَنا

أو ثأرَنا

لأنَّنا

لسْنَا هُنَا..

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.