محمد عبد الرحمن شحاتة
اللوحة: الفنان الأميركي دانيال ريدجواي نايت
للبنتِ روعتُها
ولوحَتُها
أنوثَتُها
ضفائِرُها
وَلي أيقونَةٌ المَعنى
التّرادُفُ..
وانطلاقُ قَوارِبي في المَاءْ
مِن هاهُنا
يَمشي المُسافرُ فوقَ جَمرِ الأرضِ
يَرغبُ في السَّماءْ
بِحَقيبَتي
قِصَصٌ وأعوامٌ
وحُلمٌ شاحِبٌ
بِحَقيبَتي
ما قَدْ تراهُ العَينُ إنْ كُشِفَ الغِطاءْ
أغلقتُ نافِذَتي عَنِ الدُّنيا
وقلتُ:
سأكتَفي بِمدادِها المسكوبِ
رَسمتِها
وقلتُ:
سأكتَفي بقصيدَةٍ
وبقهوَتي السودَاءْ
وكَوردةٍ في الفَجرِ بَلَّلَها النَّدى
أغمَضتِ عينَكِ
كانتِ الغمّازَةُ المَلساءُ
تَحكي عَنْ رسوماتِ الطفولَةِ
عَنْ حَنينٍ
عَنْ بُكاءْ
هل تَكذِبُ الأحلامُ؟
لا
هل تَكذِبُ العينانِ؟
لا
إنّي نَظمتُ لأجلِها الغَزَلا
وأنَا كَسُنبُلةٍ
تراودُ طَيفَها الوَرديَّ
كيلا تَختَفي خَجَلا
هذي الأناملُ
تَكتَسي بالشَّهدِ
حينَ تُفَرِّزُ العَسَلا
ما مِن شِهابٍ
مَرَّ فوقَ عيونِها
إلا رماهُ الرِّمشُ
فاشتَعلا
ماذا يريدُ الليلُ؟
يأتي دائمًا بالذِّكرياتِ
يَدُقُّ نافِذَةً
تَطلُّ على حقولِ التِّينِ
يَحرُسُها أصيصُ الوَردِ
مِنْ غَزوِ الفَرَاشْ
فإذا رَميتُ الشِّعرَ سَهمًا
فِي مَدى عينيكِ
طَاشْ
وإذا اقتربتُ
أعادَني سورُ الحَديقةِ للوَراءْ
فَغرَستُ أشعاري
بطَميِ الحَقلِ
كَيمَا تقرأينَ الشِّعرَ في طَرحِ السَّنابلِ
حينَما يأتي الشِّتاءْ
إنّي كَمُبتَدِأٍ
سيخشَى أنْ يَصوغَ الشِّعرَ جَهرًا
حينَها
قَد أكتَسي عَرَقًا ويَقتُلُني الحَياءْ
فإذا مَرَرتُ
فأيقِني
أنِّي أصوغُكِ كَوكَبًا في الشِّعرِ
لَكن
في الخَفَاءْ.