جابر بسيوني
اللوحة: الفنانة الإنجليزية بريدجيت تيتشينور
ولأنَّي الصادقْ
حَكَمَ الخائنْ
أن أُنْفى مِن زمني
أن أٌقْذفَ بين الموج الهادر ِ
في وجْه الريح
محظورٌ أنْ أحْلـُمَ
حتَّى الموتْ
***
يشتدُّ الموجُ الهائجُ
تشتدُّ الريحُ . .
يشتدُّ . . .
وأشدُّ مقاومتي
تشتدُّ وأمدُّ النبْضَ الواثقَ في اللا مرسى
تتَقطَّعُ أفكاري
أحْلمُ أن أنجوَ
من بحْرٍ لُجْيّ أسْودَ
لا شطَّ لهُ
مَوْجٌ أم طوفانٌ أضْربُ فيهِ
– لسْتُ بنوحٍ والجوديُّ محالٌ
ريحٌ أم جبلٌ من ظُلْمٍ يحجبني منذ سنينْ . . .
عن ذاتي
عن أرضي
عن حُلْمي
عن أمْنِ خطايْ
يشتدُّ الموجُ ويأبى أن يُنْهِيَ نَزْفَ أسايْ
تشتدُّ الريحُ وترْفضُ أن أحْلُمَ بنَجاةٍ ،
ترْفضُ أن أحْلُمَ
تتطايرُ أنفاسي
وأشدُّ الكفينِ
أضمُّ يدىَّ إرادَةْ
وأُلْقى في قلْب الخوفِ القابعِ
رفضي
أكْتبُ فوق جبينِ الماءِ المتأجِّجِ
لن أسْتسْلِمَ للطيرِ الجارحِ
لوحوشِ اليمِّ الظالمِ
لمصيرٍ مجهولٍ
لهوىً غير هوايْ
سُحُبٌ غائبةٌ
ويغيبُ الممْكِنُ، لا أمْلكُ – حتَّى – الحُلْمَ
يشتدُّ الموجُ
ويقْذفُني في اللا شيء
وتأكلُ منِّى الطيْرُ
تشتدُّ الريحُ
وتهْوي بي لمكانٍ ليس لهُ عُنْوانْ
أتشظَّى
أشلاءً . .
أشلاءً . .
أشلاءْ
لكنَّ عنادي يتخلَّلُ أشلائي
يزْرعُ في كلٍ منها
أمَلى أن أحْيا إنسانا
وإبائي أن ألْقى الموْتَ جبانا
وأنا بالمرصادِ
لأمواجٍ جائرةٍ
ولريحٍ غادرةٍ
ولموْتٍ
لم يسْمحْ لى
أنْ أحْلمَ
بحياةٍ أخرى . . .
وليبقى الحُلْمُ رجائي . . .
ما دامتْ أشلائي
يحْملُها الموجُ
وتنْثُرها الريحْ . . .
وهكذا .. هذا هو الشِعرُ أخيراً
إعجابإعجاب