هناك الحزنُ أيها الحب

هناك الحزنُ أيها الحب

عائشة العبد الله

اللوحة:الفنانة السعودية خديجة الزين

مثلما هناك البحرُ أيّها النهر،

مثلما هناك الشاعرُ أيّها النّص،

هناك حزنٌ غزيرٌ..

 يتندّر على الشفاه المطبقةِ

على بعضها،

كأنّها تخافُ انفلات عتمةِ الوحدةِ منها، 

كأنّها تضمّ فرادتها المزعومةَ في حضن الآخر،

هناك وطنٌ حالمٌ في منقار طيرٍ يرحلُ بغتة،  

كأنّ الحجارةَ التي تسقطُ 

لن تصيب سوى مودّعيه،

كأنّه يعدهم بالتحليقِ 

حتى يتركهم للسراب، 

وهناك..

كدمةُ قلبٍ تتعفّنُ في صدركَ

مهما حاولتَ تجميل اخضرارها،

مهما أجهدت نفسك في علاج يباسِ الضحكة    

وتلوينها..

حدائق غناءٍ في عيون الآخرين.

وأنت واقفٌ بعيداً 

كالسماواتِ ترى.. 

تُبارك عاشقاً يحملُ حبيبته ويدورُ بها

في لجة العاصفة،

تقدّس اللحظةَ وتصفّقُ للعتبِ الخفيفِ،

للضحك المريعِ، 

لقفزةِ انتشاء الروحِ على تصلّب الجسد، 

وفي قرار عينيك حيث يهدأ الركام؛ 

هناك الحزنُ أيها الحب.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.