اللوحة: الفنان السوري إسماعيل أبو ترابه
(1)
عَجباً لي
إذْ يُكْتشف حضوري
في عزِّ غيابي
!!!
(2)
يجْلسُ
قُدَّامَ البيْتِ يُغنِّي
يَنْتظرُ
قُدومَ الغائبِ منْذُ سنينْ
لكنَّ العمْرَ يَمرُّ
يمرُّ
يمرُّ
وما مِنْ قَدمٍ
تُقبلُ صوبَ حزينْ
(3)
لا تَأْكلْ:
لا تشْربْ ماءً
لا تتكلَّمْ
لا تتنفّسْ
لا تَفْتحْ عيْنَكَ.. لا تُغْمضْها
لا تفْعلْ شيْئاً
أوَليْسَ لديْكَ أوامرُ أخْرى
لا تبْدأُ بأداةِ النّهيْ؟!
(4)
يسْألُني
عمَّا في الجَنَّةِ مِنْ آلاءْ
يسْألُ عَنْ فاكهةٍ
عَنْ عسَلٍ
عن خَمْرٍ يَذْهبُ بعقولِ الحُكماءْ
يسْألُ عَنْ فُرُشٍ
وأرائكَ
وقصورٍ مِنْ ياقوتٍ لأْلاءْ
وكذلكَ يسْألُ عمَّا شَابهَ مِنْ أشْياءْ
فأُقهْقهُ سِراً
وأَردُّ علانيةً
أتَراني العائدَ يا هذا
مِنْ فوْقِ سَماءْ؟!
(5)
مِنْ أجْلكَ أفْقدُ روحي
وأبيعُ ببخْسٍ
مِنْ أجلكَ كلَّ سنيني
وأُضحّي
وأنا راضٍ
وبكلِ نفيسْ
لكنْ معْذرةً
هلْ يُمْكنُ أنْ تسْألَ نفْسكَ:
هلْ تسْتأْهلُ هذا؟
أمْ مثْلكَ للنذْلِ جليسْ؟
(6)
تَفْعلُ مَا تَفْعلُهُ دوْماً
بأوامرَ مِنْ آخرَ
دونَ نقاشْ
ماذا ينْقصكَ لِتُصْبحَ
إنْساناً آلياً
لا يتحركُ إلا
بالتيارِ الرعاشْ؟
(7)
ذاتَ صباحٍ
راحَ يُنقّبُ عَنْ وطنٍ
يَشْعرُ فيهِ بِعِزّتهِ
بكرامتهِ
بطبيعتهِ كإنسانْ
لكنَّ الصدْمةَ كانتْ
حينَ اكْتشفَ مَساءً
أنْ قدْ أخْطأَ
في العنوانْ.
(8)
كمْ
وجْهاً تمْتلكُ الآنْ؟
أتريدُ جواباً بالتحديدْ؟
– ليْتكَ تفْعلْ.. اثْنانْ؟
أَصْدُقكَ القوْلَ.. وربِّي
لا أدْري كمْ
مِنْ كثْرةِ أقْنعتي
و…
وما أسْتحْدثُ مِنْ ألْوانْ!
(9)
أوَليْسَ غريباً
جداً
أنْ تحْيا الحشراتُ دهوراً
وتموتُ الأُسْدُ
قُبيْلَ سنينْ؟
!!!!
(10)
– ماذا يعْني الموتْ؟
– لا أدْري
مَنْ يَدْري منْكمْ
يخْبرني
لكنْ
قبلَ رحيلي.
(11)
– هلْ تخْشى الموتَ؟
– بتاتاً
لكنْ
يُحْزنني
أنْ أترككمْ مِنْ دونِ رجوعْ.
(12)
– هلْ تعْرفُ أنَّكَ ستموتْ؟
– ثمَّةَ شَكٌّ عنْدي
في هذا
– لكأنّكَ لمْ تفْقدْ
أيَّ صديقٍ بعْدُ!
(13)
ما أقْسى
موْتِ الفرْحةِ
ما أسْوأَ
أنْ يُكْتبَ للأحْزانِ خلودْ!
نصوص متميزة حافلة بالدهشة والأسئلة من شاعر متميز ومترجم رائع
إعجابإعجاب