محمد عبد الرحمن شحاتة
اللوحة: الفنان البلجيكي جان فرانسوا بورتال
لِقِصَّتِنَا مَعًا
كَرٌّ وَفَرُّ
يَطولُ بعادُنا
والبُعدُ مُرُّ
أخَاديدُ النِّهايةِ
أحرَقَتنا
إلى أينَ الذَّهابُ؟
فَلا مَفَرُّ
عَلى إيقاعِها
رَقَصَتْ طُيورٌ
أصابَكَ يا نَبيذَ العَينِ سُكرُ
ومَا مِن مُلتَقىً
إلا وقالَتْ:
أتيتُكَ والنَّسيمُ العَذبُ بِكرُ
فَتَحسبُ في اللّقاءِ الحُلوِ
ذَنبٌ
وتَحسبُ أنَّ هذا الشِّعرَ كُفرُ
بِناصيَتي
خَطايَا الأَمسِ شابَتْ
بقلبي الآنَ إيمانٌ وَطُهرُ
فَكوني رُغمَ خَوفِكِ لي أمانًا
جُذوعُ الوَردِ
رُغمَ الشَّوكِ خُضرُ
ألا شَابَت خُطى النِّسيانِ فينا
وحلَّ بأرضِنا
غَيثٌ وزَهرُ
ألا هاتِ الكَمَانَ هُنا وغَنّي
فَفي آذانِنَا صَمَمٌ
وَوَقرُ
وملءُ قلوبِنا الثَّكلى
جِراحٌ
ويُصهِرُ في ضلوعِ الصَّدرِ حَرُّ
سألتُكِ مَن أكونُ؟
فَقُلتِ: عُمري
فَشَقشَقَ في رُبوعِ الكَونِ فَجرُ
فإن كانوا صَحاري العُمرِ فينا
فأنتَ هُناكَ أنهارٌ
وبَحرُ
وإنْ كانوا السَّحابَ
فأنتَ غَيثٌ
وإنْ كانوا النُّجومَ فأنتَ بَدرُ
بِماءِ العِشقِ
قَد عبَّأتُ كأسي
فَمن سيقولُ هذا الماءُ خَمرُ؟!