عائشة العبد الله
اللوحة: الفنان السوري إسماعيل أبو ترابة
كل يوم أحلم بأشياء بسيطة،
كأن أصحو على هطول سحابة،
كأن تغرد النباتات على نوافذ
المحبّين،
وأن تهدأ ولو قليلا،
تلك الصحراء التي تمشّط قلوبنا..
كأن تتقلّص تلك المسافة،
المسافةُ التي هي جمرةٌ ملتصقةٌ بالقدم،
دبيب نملٍ ينخرُ الروح،
وبكاء غمازتين..
المسافةُ التي ترمّد أعين النوافذ،
وتكشف حقيقة الجوع،
بكلّ ماتحمله تلك الكلمة من نضوبٍ
وفراغٍ وافتقار،
وتشققِّ شفاهٍ تنتظر.
أن تختفي..
ويختفي معها الجوع.
كأن أنسى،
أنسى تلك الكلمة التي أراها في كل شيء،
في انكسار الضوء على النافذة،
في جيب المحفظة،
في الوجوه على التلفاز،
في غمض عيني،
الرصاصة التي تشبه الهروب،
الهروب الذي صوّب رصاصة.
كأن أفسر احتباس صوتي،
حين أكون ذلك الكائن المعقد
الذي يحكي غير ما يريد،
ويرغب في أن تسمع ما لا يحكيه.