باسم فرات
اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار
(1)
في الشِّـتَاءِ الفائِتِ
الْـتَـقَـطْـتُ ذِكْـرَى بعيدةً
وَضَعتُها في إطارٍ مُـزَجَّجٍ:
نَـهْـرانِ مِنَ الأسَى
تَـذْوِي دُمُـوعُـهُما في راحةِ الأيام
التفاصيلُ تَشِـيـخُ في اللغةِ
لا قصَبَ نَـأْوِي إليهِ
لا طِــينَ نُسَــجِّـلُ عليهِ مَـآثِـرَ أسْـلافِـنَا
قرأنَا سـورةَ العَطَشِ
وتركْـنَـا لِلْجَـفَـافِ أَنْ يَأْكُـلَ مَـآثِـرَنا،
في الألواحِ نَسْـمَعُ وَلْـوَلَـةَ جَـدَّاتِـنَـا،
عَـلَّهَا تُـهَشِّـمُ الإطارَ الْـمُـزَجَّجَ
وتُـحْـرِقُ الذِّكْـرَى البعيدة.
(2)
في الشتاءِ الفائِتِ
التقطتُ ذِكـرَى بعيدة
وضعتُها في إطارٍ مزجَّج:
نَـهْـرَانِ من الأسَى
تَـذوِي دُمُـوعُـهُـمَا في راحةِ الأيام
في طَــرَفَيِ الصُّـورةِ
رُعَـاةٌ مِـنْ جِـبَـالٍ وَعْـرَةٍ
يبصُـقُـونَ على الْـخَـرير
التفاصيلُ تَشِـيخُ في اللغة
لا قصبَ نَـأْوِي إليهِ
لا طِـينَ نُسجِّلُ عليه مآثِـرَ أسْـلافِـنَا
مآثِـرُنا أكلَها الْـجَـفَـافُ
قرأْنَا سورةَ العطشِ
مِـثْـلَ سامُورائِـيـِّينَ مُتخاذِلِين
وَضَـعْـنَا السُّـيُوفَ في قُـلُـوبِـنَا
وشَـهِقْنَا:
لم نَـعُـدْ نَـلِـيـقُ بِـهَـذَا الوَطَـن.