وليد الزوكاني
اللوحة: الفنان المصري فاروق حسني
انتهاك
رجل ساهرٌ، وامرأة
في ثياب الحِداد.
رجل يموت ببطء
امرأة،
ألقتْ بنجم تدَلّى في المزهرية.
رجل،
أطفأ نار يديه،
ورمى قلبه فوق الرماد..
كان العابر يدخل للتوِّ بينهما
ممتشقاً مجْدَ البلاد
ليلقي على قُرطبة
التحية.
يكفي حزنكِ
قليل من الحب،
ويبدأ الاحتفال.
يكفي حزنكِ المسْترخي على صدري
لتنهار المدينة
تكفي أصابعكِ المُرتجفة برداً
لجريمة قتل مهمّ
تكفي علبة التبغ،
هذا الهواء القليل
لنموت ببطء
متشابكين
كالقشّ.
نزق
تعالي نُعرّي الهواء
نلتهم المئذنة
نُصلي على القبّة الصلاة الأخيرة
نذبح جسد الضوء
قرباناً للظلام
نسكُب هذا الليل بأحجية،
نخبئها في المنام
تعالي نمحو اسمنا
كل ما ليس لنا
كل ما ليس لنا ..
ودَّت الغيمة
ودَّت الغيمة،
حين مرّت فوق اليَبَاب
وفوق ملوك الهشيم
لو تمدّ يديها وتبقُرُ
بطن الأرض
لتوقظ فيها الجدائِل
والأسئلةْ.
لكنّ البحر..
كان قد قلَّم أيدي السحابة
حين أرسلها
إلى قِبلة مُقفَلةْ
ثم راح يسوّي لحيته
مثل عرّاف قديم.
خطوة واحدة
كان وحيداً يفتِّش عن قمر،
ما كاد يرفع عينيه
حتى تعرّتْ نجمة
وهوتْ
من ياقة الليل
نحو بياض سريره.
حين خطا خطوة واحدة إلى
جهة البحر
وقَع على كفه نورس،
ورصاصة.
طفل
كانت امرأة تقشِّرُ يديها
وتطبخ القَحْطَ.
كان رجلٌ يسكب سنة جديدة
ويشرب الخيبة.
كانت صبية تسرِّحُ الحلم الناعم
وتضع الارتباك.
كان طفلٌ
يبول بين الرّكام
ويلهو بالنشيد.