باسم فرات
اللوحة: الفنان البريطاني فريدريك جودال
هُـنَـا في تُـخُـومِ الـتُّـخُـومِ
نخلةٌ
نتقاسَـمُ الْـمَـنْـفَى معًا
ترتجفُ فأَطْـرُدُ الـبَـرْدَ عنها بحنينٍ
نَسِـيـتُـهُ في ذاكرتي
مَـرَّ عليها شُـعَـرَاءُ كـثـيرونَ
لم يسْـمَـعُـوا أَنِـيـنَـهَا
لم يَـرَوُا الضَّـبَابَ يَـنْـهَـشُ
نخلةً جِيءَ بِـهَا مِـثْـلِي
مِنْ أرْضِ صيفٍ لهُ ساحلُ الوقتِ
إلى شِـتاءِ المنفَى الطَّـوِيـلِ
حيثُ لا شَـمْـسَ تَـتِـيـهُ هُـنَـا
بمحاذاتِـهِ تَـتَـسَـاقَـطُ أيَّـامُـنَـا
ونصْـرُخُ إنَّا نَـجَـوْنَـا مِـنْ هُـنَـاك.
تَـشَــبُّث
لا نَـأْمَـةَ في هَـذَا الـفَـرَاغِ
حتَّى الـرِّيـحُ اسْـتَـكَانَـتْ لَـهُ
النَّـوَافِـذُ الَّـتي تطْـرُدُ الاخْـتِـنَـاقَ بَـعِـيـدًا
نَسِـيَـتْ عَـمَـلَـهَا
صَـمْـتٌ يُـعِــيـدُ لِلْـفَـرَاغِ هَـيْـبَـتَـهُ
في شَـوَارعِهِ اصْـطَـفَّ الأسَى
يَـرْسُـمُ بَـيْـتًا لَـهُ
أُسَــيِّرُهُ أنا، بكُلِّ عنفٍ
يقودُ أحلامي إلى هاويةِ هذا البيتِ
فَـزِعًا أتشَـبَّثُ بِآخِـرِ قصيدةٍ كـتَـبْـتُـهَا
في مَـجْـمَـرَةِ القصيدةِ أجِـدُني
أخْـلَـعُ ثِـيَـابَ الكلامِ
وأتنفَّسُ شِـعْـرًا.
نـاعُـور في مطـعـم
في الشَّـارعِ الْـمُـكْـتَـظِّ بِالْـخَـرَسَــانَاتِ
ناعُـورٌ يَـتِـيـمٌ ضَـلَّ طَـرِيـقَـهُ
لم تَـعُـدِ الـقُـرَى غَـافِـيَـةً على حَـرَكَـتِـهِ
إنَّـهُ يَـتَـلَـعْـثَـمُ بِـالْـيُـتْـمِ
أبواقُ السياراتِ والشاحناتِ وصُـرَاخُ المدينةِ
تسْــتَـنْـزِفُ دُمُـوعَـهُ
غريبٌ هذا الناعورُ
حينَ رآني
جفَّفَ دُمُـوعَـهُ وابْـتَـسَـم
*الناعور في العراق وسورية، وأما في مصر فيدعى “الساقية”.