الشمس تفكُّ أزرار العتمة

الشمس تفكُّ أزرار العتمة

وليد الزوكاني

اللوحة: الفنان السوري إسماعيل أبو ترابة

الشمس 

تفكُّ أزرار العتمة، 

تخلَع السواد، 

تفضح الحيطان العتيقة، 

تتوِّج الليمون المدلَّل في فناء البيت،

تجفِّف الأحلام الصغيرة، 

وتحظر البكاء على النسوة الوحيدات. 

تفرض حضورها باللهب، 

تُذهِّب القباب، المآذن، أعمدة القصور..

تمحو امرأة، لتتوِّج زهرة. 

تنشر الطير، تستدعي النمل، الذباب، القضاة، 

وتعطي إجازة للمخبرين. 

تفشي أسرار الجبال والوديان. 

تعرّي المدينة. 

تكشف عورة التفاصيل.. تستبدّ .. 

حين يتعب الناس والأشياء، تسحب رداء الليل عليهم. 

وقبل أن تستحم في طرف العالم، 

تفلت الكلاب والعقارب، الشهوة، العفاريت، الخوف، الأمل، اليأس، الأنين.

تاركة للعاشق أن يتنفس في جسد حبيبته، 

للوحيد أن يعجن انتظاره، 

للشهيد أن يأتي خِلسة، 

للمرأة أن تلد حلماً وشكوى، 

للرجل أن يربّي خيبة موجعة، 

للشاعر أن يقاوم الموت، 

للمدينة أن ترتاح من مشاكسة أبنائها، 

للأطفال أن ينتظروا الغول، 

للنهر أن يرتجف من البرد، 

للغابة أن تتفقد أعضاءها، 

للوطن أن يفتك بمواطنيه.

الشمس.. إله مستبد، 

لكنها تعطي الرعيّة إجازة يومية.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.