باسم فرات
اللوحة: الفنان الروسي كارل بريولوف
هُـيــــام
ثَـمَّـةَ الْـتِـفَـاتَـةٌ عَـابِـرَةٌ
وَسْـطَ الطَّـرِيـقِ تَـنْـحَـنِي لِالْـتِـقَـاطِ دَمْـعَـةٍ
سقطَـتْ منْ يَـدٍ تَـوَارَتْ في الـتَّـلْـوِيـحِ
ثَـمَّـةَ أُحِـبُّـكَ
يَـسِـيـلُ نَـهْـرٌ جَـرِيـحٌ في حُـرُوفِـهَـا
تَـنْـحَـني الْـتِـفَـاتَـةٌ عَـابِـرَةٌ
لِـتُـضَـمِّـدَ جِـرَاحَـه.
شــهـيـد
تَـبْـدُو الْـحَـيَـاةُ نُـزْهَـةً في جَـوْفِ بُـرْكَانٍ
هكذا كان يُـرَدِّدُ الذي حَـفَـرَ ظِـلِّي في عينَـيْـهِ
كانَتِ الأعَاصِـيرُ تَـجُـزُّ حياتَـهُ وهُـوَ يبتسِـمُ
هل كانتْ نَـدَمًا على الذَّهَـابِ بَـعِـيـدًا
في دَوَّامَـةِ الأعَـاصِـير؟
أمْ كانَ يَـعْـشَـقُ امرأةً طَـلَـبَـتْ مَـهْـرًا لَـهَـا
حَـجَـرًا مِنْ فُـوَّهَـةِ بُـركان؟
لم تَـمْـنَـحْـنَا ابتسامتُهُ وَقْـتًا لِـنَـكْـتَـشِـفَ سِـرَّهَا
إذْ تَـوَارَتْ بِـسُـرْعَةِ الْـبَـرْقِ
ومَـعَـهَا أَغْـمَـضَ حَـيَـاتَـهُ إلى الأَبَـد.
أجمل القصائد
مُـنْـذُ أَعْـوَامٍ طويلةٍ والحلمُ ذاتُـهُ:
أَمْـحُـو كلماتٍ من قصَـائِـدِي
بعضُـها أتْـركُ البياضَ في الصفحةِ فقط
وأنظرُ إلى الْـمَـحْـوِ بِـبَـهْـجَـةِ مَن كَـتَبَ
أجْـمَـلَ قَـصَـائِـدِه.
إصــــرار
أَبْـتَـسِـمُ
وأنَا أتَـحَـسَّـسُ طَـعَـنَـاتِ مَنْ آوَيْـتُ
لِـكُلِّ الْـخَـنَـاجِـرِ والسِّـهَـامِ
أبتسِـمُ
لِـجِـرَاحٍ فَـاغِـرَةٍ أَفْـوَاهَـهَا
أُطْـعِـمُـهَا هَـوَسِي بِالْـحَـيَـاةِ
وأَسِـيرُ
دُونَ أنْ أَلْـتَـفِـت
القصيدةُ مَـلاذٌ أخـير
علَى حافَّـةِ الوادِي صَـخرةٌ
أَرَّخَ عليها الأسلافُ أَمْـجَـادَهُمْ
وَحِـيـدًا كُـنْـتُ حِـينَ بكـيْـتُ
خَـرَجَ الأسلافُ مِنَ الـنَّـقْشِ
يَـمْـسَـحُونَ بِعَـظَـمَـتِـهِمْ دُمُـوعي
بِصَـوْتٍ وَاحِدٍ سَـأَلُوني أنْ أُغَـنِّي
كانَ الْـمِـلْـحُ يُـغَـطِّي فَـمِي ويَـسْـتَـوْطِـنُ عَـيْـنَيَّ
رفعتُ صوتي صارخًا:
إيـهِ يا بِـلادِي الْـمُـسَـجَّاةَ بَـيْنَ نَـهْـرَيْـنِ.
امْـتَـلأ المكانُ بِـالـعَـطَـش
دَبَّ الـظَّـمَـأُ في وُجُـوهِ الأسْـلاف
الْـهَـوَاءُ كُـلُّـهُ مِـلْـحٌ
أطرافي أعمِدَةُ مِـلْـحٍ
لاذَ الأَسْـلافُ بِالـنَّـقْـشِ
وَلُـذْتُ بِـهَـذِهِ الـقَـصِـيـدة.