شيري باتريك
اللوحة: الفنان الألماني إرنست لودفيغ كيرشنر
ممتلئة بالألم ..
والأوجاع ..
يمزقني الصمت ..
بالحري يذبحني العجز ..
الضعف ..
ذات يوم قال لي أحد العقلاء :
لا تسبحين في الصحراء..
كمحاولة للوصول إلى تلك الجنة الخضراء ..
اذهبي بعيدًا نحو الميناء..
نحو السماء ..
حاولي ..
تأملي..
حَلقي..
فالطيور لا تسجن ..
والعقول أيضا حينما تتمدد ..
لا تعود تستوطن الكهوف ..
فالناس فيها يعبدون الجهل..
يثرثرون بالأقاويل..
يرتعبون من التغيير والتعليم..
الناس هناك من آكلي لحوم البشر صباحًا..
ثم في المساء يرفعون الصلوات..
في الليل يصرخون بالأوهام والخرافات..
ويقدسون هرطقات لا معتقدات ..
صمت قليلًا ثم قُلتُ لنفسي :
لا أعلم .. أين الميناء ؟
أين السماء ؟
وهل حقًا إنني أسبح في الصحراء ..
وسأحترق كمن اشغل في نفسه وسط جماعة العميان..
أَم إنني أحاول أن انفق العمر ليمر النور ولو مرة واحدة ..
للصغار ..
لا أعلم ..
لا أعلم ..
فقط أرى ضبابًا غيومًا كثيفة ..
النساء صرن بائعات هوى ..
قرابين تُقدم ليرضى أبناء الإله.
كاهنات المعابد ..
حيث المرأة وعاء للجنس والإنجاب..
فصارت الفتيات مناديل ورقية..
نعم مناديل ورقية يتمخض بها الرجال ..
فتنجب كائنات مجهولة الضمير والنسب ..
كائنات بلا عقول تفكر ..
دون قلوب تشعر ..
منساقين كالنعاج ..
نحو الموت متنكرًا..
و الأطفال حِملان مفقودة ..
وسط الصحراء ..
وسط الازدواجية..
بين السطحية والطائفية..