خيمات لا تصد الريح

خيمات لا تصد الريح

د. عيد صالح

اللوحة: الفنانة السعودية خديجة الزين

ربما

ربما لا تسعفني الذاكرة 

ولا عيناي الكليلتان

وأنا أستجمع ما بقي لي 

من تصلب الشرايين

وضباب الذكريات

ملامح الأصدقاء المتشابكة

كرسومات الأطفال

وما تسفر عنه خربشات الحداثيين

من أعين وشفاه وأنوف منتزعة من سياقها

ومعروضة للبيع في أطباق معقمة 

وحيث يقدح الأطباء المشعوذون 

قرائحهم في رتق الهوة بين الأزمنة

بعقار ما بعد الحداثة 

وقد نصبوا في الميادين والساحات 

خيمات لا تصد الريح

ولا الغاز المسموم

ولا الطلقات الطائشة

” لنيران صديقة “

قلبي

ليس بيدي

ولا بيد غيري 

ليس محلة ولا مقهي

ليس حانة أورصيفا

ليس ميدان رماية 

أو هايدبارك الثوار والفوضويين

ليس رحلة ولا سفاري

ليس فندقا

ولا نزلا لعابري السبيل

والكاوبوي واللصوص والمطاردين 

والمهاجرين من أصقاع العالم

والآباء المؤسسين

ليس دارا للأيتام

واللقطاء

ولا منتجعا للراحة والاستشفاء

قلبي الذي لم أصنعه علي يدي

ولم أخضعه بسوط أو لجام

ولم يوطأ أو يتسارع

أو يتباطأ 

حين تعتريه الحمي والرهقان

قلبي الذي هو قلبي

عصي علي الوصف 

والقصف

هذا الذي يتلاشي

ويذوب عبر شعاع عيني حسناء 

علي غير موعد بلقاء 

أو وداع.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.