محاصر في ذاتك

محاصر في ذاتك

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان العراقي ناصر حجي كسو

شراسة

أراني في وجوه كثيرة

حيث الأقنعة والمرايا الخادعة

هأنذا أحمل وجه ذئب بري

حتى لا تأكلني الذئاب

لكنهم عرفوني

واستغرقوا في الضحك 

حتي الضحك الآن 

له طعم الشراسة والافتراس

لا تنهشوا لحمي 

ولا تمثلوا بجثتي 

واحتفظوا لي بوجه واحد أعرفه

بعد أن ينتهي الدور 

في لعبة القنص والاصطياد

هذا الكركي الذي ينفش ريشه

كلعب والت ديزني

ديزني نفسه لم يعد يثير خيالنا

الذي احتلته طائرات الشبح 

وإحداثيات القصف 

وطوابير السبايا والذبح

حتي هليوود

تبدو الآن كمهرج السيرك العجوز

وويكليكس يعيد تشكيل الخرائط والوجوه

في معمدانية الخيانة والسقوط.

هكذا أنت 

محاصر في ذات ذاتك 

حتي لو حللت عقدة أوديب 

أو شفرة دافنشي 

أوركبت ظهر فرس النهر 

وخضت عباب خيالك المتأرجح 

في بندول ساعتك البيولوجية 

التي أصابها الملل 

من خوارك الدائم

وتجشؤجك بصوت أزعج خلاياك المستلقية على ظهر سلحفاة 

سئمت صراع الديناصورات لجيرانك الغرباء، 

وأبناء جلدتك المنسلخين من جلد فرعون هجر تمثاله 

وعربة نزاله وبزته الواقية للطعان 

وأغلق باب مقبرته 

ونااااام.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.