الحرامية.. رواية مجرية جديدة في سوق الكتاب العربي

الحرامية.. رواية مجرية جديدة في سوق الكتاب العربي

د. عبدالله عبدالعاطي النجار

«الحرامَّية» رواية صدرت باللغة المجرية منذ خمس سنوات. وعلى الرغم من قصر الفترة التي مكثتها في سوق الكتاب، إلا أنها تمكنت من حجز مقعد بارز لها كونها واحدة من أفضل الأعمال التي رأت النور في مطلع الألفية الثالثة. رواية خطها بيده الكاتب المتميز والمترجم الشهير آدم بارتا. رأت النسخة العربية من الرواية النور في القاهرة منذ عدة أشهر بعد أن تولت ترجمتها ونشرها الدار المصرية للطباعة والترجمة والنشر. 

رواية ذات طابع إنساني فريد تغوص في تحليل النفس البشرية وتسرد مجموعة من التجارب التي يمكن أن يمر بها أي واحد منا، وهي أيضا تميل إلى الواقعية. كما يضيف إليها أن جزءا كبيرا من أحداثها وشخصياتها الرئيسية مستوحاة من بلداننا العربية، مما يجعلها قريبة من العقلية وطريقة الفكرة العربية. يسرد الكاتب الأحداث بأسلوب لافت وجذاب يتميز بالإثارة والتشويق، وينتقل بين الأحداث والأماكن والأزمان ومن قصة إلى أخرى على نحو مفاجئ وبدون أية مقدمات، تاركا الباب مفتوحا أمام القارئ لاستنباط أمور كثيرة لا يتعرض لها على نحو مباشر، وهذه سمة مميزة لكاتبنا في أعماله بوجه عام.

تتلقى ريكا رسالة إلكترونية غير عادية: ماتت إحدى قرائبها أثناء إقامتها في السودان وتركت إرثا كبيرا جدا وهي الوريث الوحيد لها، ويريد محام سوداني مساعدتها في الحصول على هذا الميراث. على الجانب الآخر، يصل جابور إلى المجر بعد إقامة طويلة خارج البلاد لمباشرة شؤون تركة عمته. هذه هي الخطوط العريضة للرواية التي يتخللها الكثير من الأحداث والخدع والتضليلات التي تجعل القارئ ينسجم معها ويتمعن فيها وتسحبه إلى خانة التحليل والاستنباط والتفكر.

تطرح الرواية الكثير من التساؤلات وتثير القلق والمخاوف في النفس؛ إذ إنَّ الشر الذي تعرضت له ريكا وجابور لرُبَّما نكون نحن أيضا قد مررنا أو سنمر به في حياتنا، ليس بالضرورة أن يكون بالصورة ذاتها، فللاحتيال صور وأوجه كثيرة، ولكن قلما تجد شخصا لم يتعرض لنصب أو احتيال أو خداع أو غدر أو خيانة على مدار حياته. معظمنا تقابل مع «الحراميَّة» في غير موقف من حياته، معظمنا تجرع من كأس «الحراميَّة»، وكثيرٌ ما هم في دنيانا بل في محيطنا الضيق، ومِنا مَن يتشرَّبُ قلبه أفعالهم كالإسفنجة فيعود بعد أن وقع ضحية لها ليذيق الآخرين من الكأس عينها التي ذاق هو منها.

مؤلف الرواية هو الكاتب المجري آدم بارتا الشهير. تخرج آدم في كلية الآداب بجامعة سجد عام 1998، وحصل على درجة الدكتوراة من الجامعة ذاتها في عام 2005. منذ ذلك التاريخ وهو يمارس نشاطه الأدبي كاتبًا حرا، كما خطا خطوات مثمرة على صعيد الترجمة الأدبية أيضا. صدر لآدم بارتا 6 روايات حققت مبيعات كبيرة وكانت لها أصداء في الشارع المجري، علاوة على قيامه بالعديد من الترجمات التي صدرت في بودابست خلال العشر سنوات المنقضية.

أما عن مترجمي الكتاب فهما مُحمَّد سعد صالح ليلة: مترجم مصري تخرج في كلية الألسن بالقاهرة، قسم اللغة الألمانية والمجرية. كما درس بجامعة أوتفوش لوراند الشهيرة بالمجر. لديه عدة كتب مترجمة صدرت بمصر. والمترجم الثاني هو د. عبد الله عبد العاطي النَّجار: الباحث والمترجم المصري والأستاذ بجامعة إتفوش لوراند بالمجر.


د. عبدالله عبدالعاطي النجار

د. عبد الله عبد العاطي النَّجار باحث ومترجم مصري وأستاذ بجامعة إتفوش لوراند بالمجر.  له كتب مترجمة منشورة عددها 31، وكتب مؤلفة ومُحرَّرة عددها 14، ولديه مجموعة من الأبحاث العلمية المنشورة بدوريات محكمة وصل عددُها حتى الآن إلى 42 بحثا بالعربية والإنجليزية والمجرية.

آدم بارتا كاتب مجري تخرج في كلية الآداب بجامعة سجد عام 1998، وحصل على درجة الدكتوراه من الجامعة ذاتها في عام 2005. منذ ذلك التاريخ وهو يمارس نشاطه الأدبي كاتبًا حرا، كما خطا خطوات مثمرة على صعيد الترجمة الأدبية أيضا. صدر له ست روايات حققت مبيعات كبيرة وكانت لها أصداء في الشارع المجري، علاوة على قيامه بالعديد من الترجمات التي صدرت في بودابست خلال السنوات العشر الماضية.

دانييل لفانتى بال

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.