ماجد سليمان
اللوحة: الفنان السعودي عبد الله الشيخ
I ــ النَّجْدِيُّ الكَبِير
هَكَذَا نَـجْدُ مُذْ عَرَفْتُهَا
مِنْ حِينِهَا وَأَحْلَامِيَ تَنْمُو فِي ذَرَّاتِ رَمْلِهَا
عَلَى قَسَمَاتِ مُدُنِـهَا
تَلْمَعُ سُطُورُ الغَرَامْ
الـحَادِي فِي دُرُوبِـهَا
يُلَوِّنُ صَوْتَهُ بِغِنَاءٍ سَخِيّ
فَتُصْغِي إِلَيْهِ مَلاحِمُ
تَتَوَضَّأُ مِن مَاءِ أَوْدِيَتِهَا
تَتَلَألأُ عَلَى صُخُورِ جِبَالِـهَا
مُكَسِّرَةً فَخَّارَ النُّعَاسْ
عَلَى سُهُولِ السَّهَرْ
مُطيِّرةً أَقْفَالَ الشَّدَائِدْ
مُسْتَبِيحَةً عَمِيقَ صَنَادِيقِهَا
تَصُفُّ أَحْزَانَاً مَذْبُوحَةْ
تُكْرِمُ ضُيُوفَاً بِلا سُيُوفْ
هُنَا
بَيْنَ السَّيْرِ، والسُّرَى، وَالأَمَلْ
تُقِيمُ الأَمَانِيُّ
احتِفَالَاتِـهَا اللَّيْلِيَّةَ الصَّاخِبَةْ
تَـحْتَ غُصُونِ السَّلامْ.
II ــ النَّجْدِيُّ الصَّغِير
ـــ 1 ـــ
حِيْنَ أَدْرَكْنَا أَغَانِينَا القَدِيـمَةْ
وَقَفْنَا عَلَى شُرْفَةِ الفَجْرِ نُغَنِّي.
ـــ 2 ـــ
حِيْنَ اتَّسَعَتْ حُدُودُ الظَّلامْ
تَطَاوَلَتْ جُدْرَانُ شُـمُوسِنَا.
ـــ 3 ـــ
حِيْنَ أَغْرَانَا السُّرَى وَأَسْكَرَنَا الـهُيَامْ
اغْتَبَقْنَا قَهْوَتَنَا عَلَى تَنْهِيدَةِ أَيَّامِنَا.
ـــ 4 ـــ
حِيْنَ تَـهَيَّأَتْ مَوَاكِبُ الرَّغَبَاتْ
لَمِسْنَا نُدُوبَـهَا بِعَرَقِ أَصَابِعِنا.
ـــ 5 ـــ
حِيْنَ تَدَلَّتْ عَلَى أَبْوَابِنَا ثِـمَارُ الغِمَارْ
تَرَكْنَا الـحَيَاةَ مُزْدَحِـمَةً بِأَعْرَاسِنَا.
ـــ 6 ـــ
حِيْنَ نَعِسَت الصَّحْرَاءْ
رَسَخَتْ فُرُشُنَا عَلَى هَوَادِجِهَا.
ـــ 7 ـــ
حِيْنَ عَوَتْ عَلَى أَسْفَارِنَا الفَجَائِعْ
جَلَبْنَا قَوَارِيْرَ مُتْرَعَةً بشِرَابِ الصَّابِرينْ.
ـــ 8 ـــ
حِيْنَ ضَرَبَتْنَا الـحُتُوفُ عَلَى أَيْدِينَا
عَدَوْنَا بِلَهْفَةٍ إِلَى رُفُوفِ السَّحَابْ.
ـــ 9 ـــ
حِيْنَ دَفَعَ الـحَظُّ رَأسَهُ الكَبِيرَةَ فِي حُنْجُرَةِ الوَقْتْ
عُدْنَا شَاهِرِينَ جَسَارَتَنَا الفَتَيَّةْ.

ماجد سليمان، أديب سعودي
صدر له حتى الآن أكثر من 19 عملاً أدبياً
تنوَّعت بين الشعر والرواية والمسرحية والقصة وأدب الطفل.