لا أريد

لا أريد

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان المغربي عبد الله الحريري

لا أريد أن أكون كعجوز همنجواي

الذي صارع البحر وأسماك القرش التي أثارتها 

دماء سمكته العملاقة

فلم تترك له غير هيكلها الضخم

الذي تجمع الناس حوله مرددين

يا له من بطل من وصل بهيكل صيده الهائل إلى الشاطئ

كرهت تكرار الشد والجذب

للأسماك المشاغبة

والتي تستسلم كالبشر

لغواية المصير

حتى تلك الخيالات

وأوهام القفز بالمظلات 

ليتعلق مصيرك بشجرة تحميك

لتنجو من الموت بعاهة مستديمة

لتحكي لأحفادك عن ماضيك الذهبي

كل الماضي له بريق الماس والياقوت

ذلك الذي كنا نراه فقط في الفتارين

أو في أفلام البرجوازيين المساكين

الذين يعانون الأرق 

في أسرة من ريش النعام

وقصور أعدت في البلاتوهات

لتخلب أنظار السذج 

وتستنزف نقودهم الضئيلة

ليعيشوا مع نجماتهم وفتيات أحلامهم

خارج الواقع لساعات

لماذا تستكثرون عليَّ الحلم 

وتعلنون حرب الكواكب 

وسلاحف النينجا  

وأحدب نوتردام 

ودراكولا

ودائرة الانتقام.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.