باسم فرات
اللوحة: الفنان الألماني روبرت جوليوس بايشلاغ
كنتُ كلّما مَرَّرْتُ أَنفاسي على زَغَبِكِ
تَحَوَّلَتْ إلى طُيورٍ مُلَوَّنَةٍ
يَتْبَعُها صَيّادونَ وَدَراويشُ وَرَحّالَةٌ
قَرأوا في وَصايا أَسلافِهم:
إنَّ التَّعَمُّدَ بعِطرِكِ يَقيهِمْ عَذابَ جَهَنَّمَ
لكنَّ عِطرَكِ الذي أَوْصَلَ الأَعمى
لِرُؤْيَةِ العِبارَةِ تَنْـزَلِقُ من شِباكِ الصَّيادينَ
وَرُؤْيَة الطُّيورِ المُلَوَّنةِ تُزَيّنُ جُبَبَ الدَّراويشِ
والطُّرُقِ ثِمارًا تَتَدَلىّ من أَقْدامِ الرَّحّالَةِ
ظَنّوها ثِمارًا تالِفَةً،
فَأَجَّروا أَحلامَهم لِلمُتحَفِ
وراحوا يَنْتَظِرونَ بُزوغَ الْتِفاتَتِكِ
حَيثُ الشُّروقُ الذي يَستَنِدُ على كَتِفيكِ،
ذَكَّرَهُم بالجبالِ البَعيدَةِ
يومَ غَصَّتْ بِأَبطالٍ
يُسَوّرونَ قُلوبَهُم باسْمِكِ
ويَلِفّونَ مَعَ التَّبْغِ قَصائدَهُم
عِطرُكِ الذي أَوْصَلَ الأَعمى لِكُلِّ هذا..
قادَني إلى الجنون.