كان يكرهُ الشِعرَ

ولايأبهُ للعلمِ

ولايرعوي إذا الماءُ بين يديه جَمَدْ.

مابكى يوماً على قبرِ فقيرٍ

أو كان له عوناً؛ أوسندْ.

كان لايعرفُ البِرَ بالوالدينِ

وينظرُ للأقربينَ

كأنهمُ فائضٌ من زبدْ.

عشقَ المالَ .. كدَّسَهُ ..

في بنوكِ اللصوصِ

ولم يدرِ أن الذي

في بنوكِ اللصوصِ إذا عادَ ..

عادَ كماغيمةٍ من نكدْ.

كان كما ظُلمةٍ

أمسكتْ بزمامِ النهارِ

فلما تفلَّت منها انتهتْ ..

كما كومةٍ من مسدْ.

كان –  ياربَّما – حاكماً مُستبداً

راحَ يُبدعُ في عارِهِ

بوثوقٍ عجيبٍ ..

وأطلق كلَ الخفافيشِ

تمتصُ دمَّ البلدْ.

ولكنهُ الآن  – ياسادتي –

خلفَ قُضبانها لاأحدْ.

***

وقالتْ لنا الحيزبون الحرونْ:

ألستُ المليكةُ فيكمْ

وزوجي المليكُ

وأنتمْ تظنون فيننا الظنونْ

فلا كيلَ عندي

ولا تقربونْ.

ولكن صوتاً جريئاً 

تغرغر بالصدقِ

قام؛ وأنشدَ كلَ الأغاني القديمةْ:

على بابِ مصرَ

يكون انكارُ الطغاةِ

ومن قلب مصرَ

تقوم الحياةُ الكريمةْ.