أرقُب غيـابَكِ 

أرقُب غيـابَكِ 

باسم فرات

اللوحة: الفنان الألماني روبرت جوليوس بايشلاغ 

أَرْقُبُ غِيابَكِ 

فَيَسْتَعيرُ القِنديلُ شُحوبي

صَوْتُكِ البَعيدُ 

يَرْسِمُ أَيّامي بِالعَويلِ 

وَيَمْلأُ سَريري نُواحًا

لا شَيْءَ في قِربَتي سِوى الأَسى 

وَأَمْطارُكِ

تَسْرِقُ شُرْفَتي وَتُسَمِّرُني 

أَعُدُّ حَياتي الْمَسروقَةَ 

بَينَ مَقاعِدِ الدِّراسَةِ وَالثَّكَناتِ

بَينَ خِياناتٍ لَطَّخَها الأَصْدِقاءُ 

وَفَشَلي المَريرِ في العَمَلِ

لا أَجِدُ سِوى انْبِهاري بِكِ 

وَانْبِهارِكِ

حينَ رَأْيْتُ جِراحي تَخْلَعُني 

وَتُغريكِ بِالْهَرَب

وَلَطَالما قَرَّرْتُ الإِمْساكَ بِطَيْفِكِ، 

صَعِدْتُ إلى أَعْلى جَبَلٍ، 

أَغْرَيْتُ الغُيومَ بِالنُّزولِ إلى السَّفْحِ

وَضَعْتُ الشَّمْسَ في كِتابٍ مَلِيءٍ بِصَوتِكِ

وَالْجَبَلُ زَرَعْتُهُ ياسَمِينًا وَأُقْحُوانًا، 

لِعَلّي أُغْرِي طَيْفَكِ 

لكِنْ عَبَثًا 

سِهامي رُدَّتْ عَلَيَّ 

وَأَثْخَنَني عِطرُكِ تِيهًا

حَتّى بَنَتِ الطُّيورُ أَعْشاشَها 

عَلى رَأْسي 

وَالغِزلانُ اسْتَظَلَّتْ بي.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.