عندما تغفو المصابيح

عندما تغفو المصابيح

وليد الزوكاني

اللوحة: الفنانة الإسبانية ريميديوس فارو

قالت تعالَ مع المساء 

عندما تمضي دمشقُ  

إلى ذراع النهر، 

وأنا أبقى وحيدةْ.

عندما تغفو المصابيحُ، وتصحو 

عتمةٌ خلف الشّبابيك

لتشعلَ في دم العشَّاقِ أطراف الكلام

أشعلُ القهوة وحدي.

ينحني الصمتُ على الشارع 

على الوادي الظلام،

خبّأتْ عَشتارُ قرص الشمس تحت ثيابها

راحت تزيِّن خدّها 

وتحلُّ أطراف الضّفيرةْ.

للتَّلَّة أن تهذي فضاءً ماجناً يسَعُ الأميرةْ

تمّوز يعبُرُ عتمة القصب إليها،

قبل أن تصحو العصافير الصغيرةْ.

*** 

أتعثّر بالصمت على الإسفلت

أمدّ خطاي على ثوب العتمة 

النجمة شبق يتوهّج في حَلمة.

الظلماء رداء 

تستر نهدين من الزّرقة

الخصر عجولٌ ونحيلٌ 

غزلته سيدة الريح 

بخيط هواء.

بدلال تمشي

الخطوة شجر مكتوب بالضوء

القدمان مياه.

تحفر وجهتها في عينيّ 

وبين يديّ

تفاح الوحدة 

والعرق الشّاحب من فانوس أثريّ 

في باب إله.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.