خولة سامي سليقة
اللوحة: الفنانة الكويتية سوزان بشناق
حدّق بعينِ الشّـمسِ سوف تراني
تلق الحقيقةَ تكتشِفْ إدْماني
لا نلتقي إلا لِماماً في الفضا
بينَ الحروفِ وخفقةِ الوجدانِ
ولربّما عشْـنا معاً دهراً مضى
أو قادماً من عاطرِ الأزمانِ
شيءٌ غريبٌ لا يُسمّى بيننا
دفئا يفوحُ بنكهةِ الأوطانِ
نروي خيولَ مشاعرٍ مجنونةٍ
خمرَ التّجاهلِ في كؤوسِ زمانِ
وأمامَنا سورٌ تعالى شاهقاً
نخرتْ شـقوقَه قوّةُ الأغصانِ
الأخضرُ الصّنديد أحنى موجِعاً
عنقَ اليباسِ على ذرا الأفنانِ
فتفتّحَ الكلمُ الحبيسُ قصائداً
وصَمَتْ حديث البعدِ بالبهتانِ
كم مرةٍ صرخَ السّـؤال معذّباً
تاهَ الجوابُ بزحمةِ النّسيانِ
إنّا معاً. من نحن؟ هل كانَ الهوى؟
ما الفرقُ بين البنّ والفنجانِ
القهوةُ السّـمراءُ شهوةُ عاشقٍ
مسكوبة لتسيلَ في الأحضانِ.