تلك الوجوه

تلك الوجوه

د. عيد صالح

اللوحة: الفنان السعودي عبد الله حماس

تلك الوجوه لم تكن هنا 

والذي يطل في الشاشة الآن 

كان يسب صبية الأجندات والكنتاكي 

ويؤكد أنها زوبعة في فنجان 

والذي أمتطى المايك وثأثأ ومأمأ 

وهو يمسح عرقه المتصبب في لقائه الأول مع التلفاز 

كان يبيع الدبابيس والمناديل في الشوارع الجانبيه 

ولحق بهم لينصبوه علي بوابة الدخول والخروج 

ومنها يبيع كل شيء وأي شيء

ربما لحقوا بمولد سيدنا التحرير ليقتسموا الهدايا والنذور 

بعد أن تأكد لهم أن التفاحة قد سقطت في حجر أبي الهول 

وانقشع الخوف من الحتف 

فركبوا دوابهم وبعضهم راجلين 

ومنهم من أحضر أطفاله كذاهب للحديقة يوم العيد

انظروا هاهي المدرعة التي رأيناها في الشاشة

– لقطة من فضلك كن معي في الصورة للذكري سيدي الضابط

(هذا الضابط قنص بعد ثلاثة أعوام في سيناء)

يا سيدي التحرير جئناك ببضاعة مجزاة 

وتلك أرملة أخي الذي مات في طريقه إليك 

قبل أن يلعب الأولاد مع الشرطة لعبة الكر والفر 

التي أتت باللحي والألسنة الحداد 

لكن الجولة لم تنته بعد 

والخفافيش والبومات وسلاحف النينجا شاركت في كل الفصول والمشاهد، من كنس الميدان لكنس الثورة والأحلام 

من جمعة قندهار لقنص شيماء 

آه يا سيدي التحرير كيف أنت الآن.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.