من صباحات الغياب

من صباحات الغياب

خولة سامي سليقة

اللوحة: الفنان النمساوي غوستاف كليمنت

متصبّرٌ

في الحلقِ زوبعةٌ أحاولُ مضْغَها

أغفو بها وبمُرّها

مع نصفِ جفنٍ دونما استغراقِ

هذا أنا

متدثّرٌ بعباءةِ الأشواقِ

أطيافُ تعبُرني تشابهُ قصّتي

فأهُشّـها

تأبى احتراقَ الأمسِ أم تهوى احتراقي؟

يتراقصُ الجفنانِ في كسلٍ

تراخٍ يائسٍ

والوقتُ يثني السّـاقَ فوقَ السّـاقِ.

*** 

متصبّرٌ

أثوابُ تحنانٍ طويل ذيلُها

كنسَتْ عهودَ الودّ بعدَ فراقِ

أمّا الرّصيفُ فـ آآآه من زفراتهِ

يوماً تراهُ يعدّ مِنْ خطواتِهم

أو لاهثاً ليلمّ أنفاسَ الحياةِ

تفوحُ مع أصواتِهم

يوماً تراهُ مشرّداً

متوحّداً

ليضيعَ في الآفاقِ

لكنّني متصبّرٌ

مترقبٌ تلويحةَ الإشراقِ

هذا أنا متدثّرٌ بعباءةِ الأشواقِ.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.