بلا جدوى

بلا جدوى

باسم فرات

اللوحة: الفنان السعودي عبد الله الشيخ

أبي 

قَتَلَتْهُ امْرَأَةٌ

هكَذا 

رَدَّدْتُ وَأَنا أُحاوِلُ بِلا جَدوى 

أَنْ أُزيحَكِ مِنْ مُخَيّلَتي.

طوَّقتُ خَصْـرَكِ 

في قارِبٍ رَجْرَاجٍ، 

كانَ نَهمًا لأَمواجِ الْمُحِيطِ، 

قَضَيْتُ سَبْعًا مُبْهِراتٍ، 

مُظاهَراتُ نُجومٍ تُلَوِّحُ لي، 

وَكَواكِبُ أَشْعَلَتْ قَناديلَها 

لِتُغْرِيَ الأَسْماكَ بِالرَّقْص.

شَواطِئُ تَبْتَعِدُ فَتُرافِقُني طُيورٌ

أُشِيرُ لَها بِصَفيرٍ 

تَعَلَّمْتُهُ في غاباتٍ سَحيقَةٍ 

تَقودُ الرّيحَ إلى ساحِلٍ أَبْيَضَ 

عانَقْتُ رَمْلَهُ وَفي مائِهِ كُنْتِ تُمَشِّطينَ شَعْرَكِ

بِطْريقٌ هامَ عَلى مِنقارِهِ وَتَحْتَ جَناحَيْهِ رَسائِلُ 

تَتَحَدَّثُ عَن أَجْمَلِ أَمانيكِ

عَن رِحْلَتِنا إلى بابِلَ 

حَيْثُ فَتَحَ الْمَلِكُ نَبونيدُ مَكْتَبَتَهُ لَنا

كانَتِ الكُتُبُ مُعَطَّرَةً بِقُبُلاتِنا

وَحينَ طَوَّقْتُ خَصْرَكِ

عادَتْ يَدي مُبْتَلَّةً بِبَعْضِ حَبّاتِ رَمْل.

 طـــينُ الأيـــام 

سَأَجْمَعُ الكَلِماتِ القَديمَةَ 

تلكَ التي عَتَّقَها الفَقْدُ

أُجَلِّلُها بالسَّوادِ

وَأَضَعُ عَليها آسًا وزُهورًا

أُعَطِّرُها بماءِ الوَرْدِ

ثُمَّ أُغَلّفُها بِالنَّهْرِ

لَعَلَّ مَوجَةً نَزِقَةً تَحْمِلُها 

حَيْثُ مُحِبّونَ تَوَارَوْا بَعيدًا 

تحتَ شَجَرَةِ السِّدْرِ 

يُطْفِئونَ نارًا 

وَقودُها طينُ أيّامي.

رأي واحد على “بلا جدوى

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.