خولة سامي سليقة
اللوحة: الفنان الصيني بان غونغ كاي
بثغرِ طفلٍ أنادي الكونَ يحضُنُنا
فينفثُ الدّربُ ريحاناً ونِسرينا
تغادرُ الأرضُ يأساً قدْ ألمّ بها
ويجأرُ السّعدُ إنّي للمحبّينا
قالوا سرابٌ وضجّ البعضُ سخريةً
لا ما ضعفْنا وهذا من مبادينا
نلمْلمُ الفرحَ وهماً كانَ أم حلماً
لو يهرمِ العمرُ ظلّ العزمُ عِشرينا
يبارك الحبُ خطواً قُدّ من أملٍ
كلَّ الحسودُ وما كلّتْ أغانينا
نمشّطُ الهمّ يغدو شعرَ غانيةٍ
ليلاً يهيّجُ أوجاعَ المحبّينا
نهدهدُ الغمّ سراً في مخادعِنا
نسابقُ الفجر عقّالاً مجانينا
بل نحبسُ الآهَ رغم الصّمت يأكلُنا
في لحظة الشّـوقِ تصحو الآهُ سِـكّينا
الصبرُ عِلقٌ على الأعناقِ نحرسُهُ
به نباهي كمن نالَ النياشينا
ندينَ أرواحَنا تشكو مقدّرَها
نبيتُ موتى ولا نحيا مُدانينا
هذا يسابقُ ذا يبغي تفرّقَنا
وذاكَ يغرِزُ في الأرواحِ إسفينا
حتّى اجتمعْنا بليلٍ كان أوّلُهُ
غيثَ انتظارٍ بلهفٍ مازجَ الطّينا
حيث انطفا حزنُنا خرجَتْ مودّتنا
تودّعُ الدّمعَ تطويهِ وتطوينا.