بيتٌ بِطَعْمِ الْمَنَافِي!

بيتٌ بِطَعْمِ الْمَنَافِي!

د. سعيد شوارب

اللوحة: من أعمال ونستون تشرشل لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق 

غَرِيبٌ أنَا..

لا شيء في البَيْتِ..

مَنْ أنا؟ 

كأنّي سُؤالٌ في زَوَايَاهُ حَائِرُ

لِمَنْ سأُغَنِّي؟ 

إنَّ عَيْنَيْكَ غُـنْـوَتِي  

وَقِيثَارَتِي في غُرْبَتِي، 

وَالْمَزَاهِرُ 

تنَهَّدَتِ الْغُرْفَاتُ حَوْلِي، 

وَأجَهَشَتْ دَوَاوِينُك الثَّكْلَى هُـنَـا،

وَالسَّتَائِرُ

لمَنْ قَهْوَةٌ سَارَقْتُكَ الْفَجْرَ سُكرَهَا

وَأنتَ شُـرُودٌ سَارَقَـتْـهُ الْمَحَابِـرُ

تُطارِدُ في ليْلِ الْحُرُوفِ عَرَائِسًا   

وتُصْغِى إلى مَا خَبَّأتْهُ السَّـرَائِـرُ

وَتنفثُ في أرْضِ الْمَجَـازِ تَمَائِمًا    

فَـتنْهَضُ شُطآنٌ بِهَــا وَجَـزَائِـرُ  

وَفَرْحَـةُ قَلْبَيْـنَـا، 

وَشَوْقُ أَرِيـكَةٍ.. 

تُغَـنِّي لَـنَـا، مَـا وقَّـعَـتْـهُ الـدَّفَـاتِـرُ

فَبَعْدَكَ مَاتَتْ كلُّ أفْرَاحِ أحْرُفِي 

وَمَا الْمَوْتُ، إلا أنْ تَمُوتَ الْخَوَاطِرُ؟

كَأنَّـكَ رُوحُ الأبْجَـدِيَّـاتِ سِـرهَـا  

فَمَا غِـبْتَ حتَّى غَادَرَتْها الْمَشَاعِرُ 

فأشْيَاؤُكَ الصُّغْرَى تَعُودُ يَتِيمَةً   

مُبَعْثَرَةً، وَالصَّمتُ في الَّليْلِ جَائِـرُ

إلَى أَيْنَ؟

أيَّامِي وَرَاءَكَ هَاجَرَتْ  

فَمَا الْعُشُّ إنْ أمْسَى.. 

وَمَا فِيهِ طَائِرُ؟!

وَمَالَكِ أزْهَارَ الْحَدِيقةِ؟

لَمْ تَعُدْ تُحَاوِرُنِي،

لَا شَيءَ في الْأرضِ عَاطِرُ

بطَعْـمِ الْمَـنَافي كُلُّ يَوْمٍ أعيشُهُ 

فَعُمْرِي بِلا عَيْنَيْكَ، حزْنٌ مُـسَافِـرُ

تَعَالَ،

فَأنْتَ الشَّوْقُ 

حِيْنَ تَدُورُ بِي عُطُورِي 

وَفُسْتَانُ الْمَسَا وَالضَّفَائِرُ.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.