اللوحة: الفنان الألماني روفوس كريجر
- الكتاب المُغلَق
سيِّدةٌ علَى المِنبَرْ
تصرُخُ، ترتَجِفُ، تنْهَرْ
تسمَعُ أصواتَ الطُّلَّابِ،
يُرْعِبُها هذا المَنْظَرْ
تظاهُرَةٌ مُثقّفة
مسيرةٌ مُتوقّفة
والعقرب يَدور
… قافيةُ «يَدور»
تناسِبُ «طُيور»
لكنَّهُ في الغرفةِ،
لا زهور ولا طُيور
هناك فقَط
سُطورٌ، سطور
أقلامٌ تنبُشُ تاريخَ
الشّعبِ
من القُبور
من الأيّام المنسيّة
من الأحماض النّوويّة
تكشِفُ المستور
- انهيار الكتاب
على كتِفِ من
تبكي الشّعوب؟
سيلُ دموعِها
يملأُ القُلوب
وينسَكِبُ على الأرضِ
ليرسُم الحدود
حدودٌ من تراب
تؤمنُ بالكتاب
تمجّد الحروف
حروفٌ مُلتوية
مستقيمة
مُنطوية
تقيم الأموات
من رحَمِ الكتاب
وعلى الغلاف قصيدةٌ ليليَّةٌ
وقافيةٌ مكسورةٌ
منسيّةٌ
حذار!
هو ذا يهوي الجدار
عندما انشقّ السّتار
الحروف تغفو في العراء
استيقظوا
غادروا الصّفوف
هاجروا الكُتُبَ من على الرّفوف
حُروفً تُهرطِق على الطّرقات
حروفٌ كافرون
حروفٌ كافرات
تسير إلى قبر قدموس
تتّبِع درب المجوس
وتعبُر وادي النّار
إلى القافية المكسورة
أسفَل الجدار.
- مملكة الشّاشات
مملكةٌ جديدةٌ
جنودها الإشارات
أسيادُها الرّموز
رموزٌ جديدةٌ
وأرواحٌ خادِمات
خمس عبيدٍ
خمسُ خادماتٍ
وعشرون طفلًا
وآلاف التّطبيقات
في خدمةِ الفراغ
ليلٌ طويلٌ
يليه الشّروق
تحت ضوء الشّمس
تشابهت الرّموز
وثارت الكُتُب
ثارت الحروف
على شموسٍ من الورق
على لوحات ساطعاتٍ
فارغاتٍ
تمتصّ من الجسد الرّوح
الحرب تدور
لا زالت تدور
حتّى كتابة هذه السّطور!
