اللوحة: الفنان الإنجليزي كونروي مادوكس
خطوةً خطوةً تسيرُ في المرآة
يا طفلةً منْسيَّةً، من أنتِ يا فتاة؟
لا تبالي بالقَدَر
تسيرُ نحو المُنحَدَر
نحو قُصورٍ شامخاتٍ
بالأغاني والصّور
ستتعبينَ، إسْمَعي
ذاك الفحيح على الطّريق
وعندما تصِلين هناك
يدخُلُ قبلك هذا وذاك
وترجعين على الطّريق
لا شريك ولا صديق
***
يا قصص الأطفال، يا قصص العجوز
منسيّةً في الدّار، في غُرفِ الجلوس
لا حاجة للأبحاث، لا نفع للدّروس
وعيون الأطفال تملؤها الرّموز
***
لكن سيري يا فتاة
أكمِلي درب المرآة
فخلفَ أشراك النَّظَر
روحُ مجدٍ تُحتَضَر
وحدَها في البردِ
في الشّوك و الوردِ
في غمرةِ النّسيان
إلى هناك أسيرُ
وما عَرَفتُ يومها
دربُكِ طويلٌ
وما عَرَفتِ يومها
***
وصرتُ أسيرُ كالنّسيانِ
أسكُنُ كلَّ عيون البَشَرِ
أبحثُ فيها عن ألحاني
عن ألوانٍ خلف الصُّورِ
***
و…
فقدتُها في الحقول
حملتها مَعَها
عصفورة أيلول
ولمْ تَعُدْ
واللّيل يطول
خلفَ ستار العودةِ
إلى نبع القَمَر
***
مِثل السّائر وسْط الظّلمةِ
يعبُرُ ذاك الحقل ولا
يدري إذا ما كان يجيءُ
يذْهَبُ، يعدو، يغفو هنا
***
و تسيرُ الصّوَرُ و يمشي القَمَرُ
في طريقٍ بليدةٍ
رتيبةٍ
صُوَرها تعود
ترسمُ الوجود مرّةً فمرَّةً
تعودُ بالصُّور
شبيهةً، مثيلةً لصورِ القمر
تقتَرِبُ و تبتعِدُ، تختلط الأصوات
كي تعترض خيوط الشّمس
كي تلتحفَ رِداء الأمس
وتنكَسِر المرآة
تصمُت الأنشودة
وتدخُل الأفكار
بعدَ دقائق تحت الشّمس
من بعد سنة انتظار
