قد لا أتقن نسج الحكاية.. لكنني كتبتها 

وقد لا أعرف كيف تروى.. لكنني عشتها

في بلدي يختنق الهواء

ستة أبواب موصدة.. والسابع موارب

ستة حراس أحيلوا للتقاعد.. والسابع غارق في نومه

على باب المدينة.. كما بيتي 

انتظر كالغريب مكتوم النسب 

لا أملك إلا مفتاحا صدئاً

لمنزل غارق في الظلام 

سبقته الشمس بسنين 

تكدست حوله الأبنية لتتركه في قاع الحياة

أعود إليه كلما حاصرني الضوء 

يقلق عينيّ كما عقلي

في بلدي الضوء رفاهية

مفتاحي في حقيبتي مُنذ سنين لكنني أضعت الباب

أبحث عن شبكة عنكبوت وباب خشبي غطاه غبار سنين

عن صوت أم توبخ أبناءها  

لا تملك إلا غضبَها وأبناءها الثلاث 

زوجها يعود في الصباح بعد كل لياليه المجنونة

في بلدي لا وقت للحب

خلف باب وعشرة سنتيمترات من الإسمنت كنت أستيقظ كما خوفي

أعد القذائف وضحاياها

في الحرب يموت القريب غريباً

انتهت الحرب 

لكن الرصاص ابتدأ

في بلدي لا وقت للسلام

تتحرك الأرض تحت أقدامي وطرق الطبول في رأسي

في بلدي لا وقت للراحة 

سبع جنازات وفرح واحد

في بلدي لا وقت للفرح

سبعة أرغفة وستة أفواه

في بلدي يفرقنا الخبز والملح

أرصفة بالمجان للمتعبين 

فد تكون المسافات عينا للحقيقة

كنت هناك لم ألحظهم

اليوم على بعد آلاف الأميال أراهم 

أمسح دموعهم وأسمع صوت أمعائهم الخاوية 

في المسافات تنفرج زوايا الرؤية والعقل

وتتفتح زهرة الروح 

عشرة سنتيمترات أوقفتني 

آلافُ الأميال أيقظتني

أتحسسُ مفتاحي 

 هاتفي بيدي …أخط بعض سطور عن ياسمين بلدي وأنشرها 

وأغط في نوم عميق.