اللوحة: الفنانة الأردنية بسمة النمري
أحمد بهجت سالم

لا تسأمين الكستناء ..
لا تبرحين الليلَ إلا
نحو أبياتي
وإلا
نحو أغوار اللُحاء
لا ليس عاماً
ليس فصلاً
مَلْمَسُكْ
وبريدُ ذاك
المَتْع جاء
لا لم يُعِرُه الحبُ
وجهاً
بيد أن الحبَ
أسراباً
قوافلَ
تستردُ العمرَ
ثم تَصيحُه
وتمدُ أسماط العزاء
لا لم يُردنا الدمُ
أفلاكاً
وإلا كيف
يُبصرنا الحذر
حين اشترعنا الصمتَ
أغلقنا شروخ الكبرياء
حُلّي خيوطَ الحزمِ
عندي
لستُ أنسجها
ولا أدري العناء
***
أنتم غصون الشهدِ
نازحةٌ إلى
عمري السقيم
والعمرُ ملهاة
- يقولُ الشعرُ –
يستفتي الدهاقنة الذين تسللوا
من بين أبخرةِ العراء
- كفٌ ملوثةٌ بنا –
سُحقاً لمن ينسى بدايته
فتلعقه
مراثي الوجد
في الربع القديم
سُحقاً لمن جاز الرقيم
فالعَوْدُ ليس له ثمن
إذ أنه لا عَوْدَ ..
لا سُفناً تضمُ الشرقَ
بين نحورها
- ما أنت غير الصفح
ينقمُ ما جنى –
لا عَوْدَ
لا وطناً
تُرى من فكك الأحلافَ
ما بين الحروف
وبين مُشْرِقتي
(أنا)
***
اليومَ ندعوا كل شئٍ باسمه
عند انخفاضِ المدِّ
نأتي ..
ننغمسْ ..
يتوازنُ الوجهُ المُعَبَّدُ
والغناءُ
على توابيتِ الزهور
فتصيرُ كلُ أنا
إلى أحمال غربتها
تسير..
وتقولُ كلُ أنا:
أنا من أجْلُبُ المد الغرير
اليوم ندعوا الماء عِشقاً
والسواحلَ راقصات
والقصائدَ راهبات
للحبور
***
قُدَّامَ أسئلةِ الوجودِ
يظلُ ينزُفُنا وَهَنْ
حتى المُسُوكُ ستُمْتَحَن
شفتاكِ لا ينطقن سِلماً
حين يُمسى العشقُ ظن
وأعود مُنقَدِحاً
لما قد كان
في يومٍ عَدَنْ
لم يُعْتَصَر منِّي التُرابْ ..
وأنا أشقُّ الفجرَ
واليقطين ..
والأحزان أحْلُمُها
لترحل في الصباح
شيئانِ ينْدَثِرانِ دوماً
حين ُأرْدِفُ لوْحتي
أو حين يسألُ كلُ بُعْدٍ
عن بدايته متى؟