اللوحة: الفنان الفرنسي إدوارد مانيه
أخمن في احتراق التبغ
هل مرت فتاة الليلة الحمقاء
وانسكبت دماء القرية المسكونة الأرواح؟
هل كانت دياجير المشايخ والبخور
تعكر اللقيا
وطائر صفونا الممراح؟
ذا ذهب من الرعشات والأقداح
تلك اللحظة الهوجاء
عاصفة من القبلات والجنات
آهات من التصعيد والتأكيد
هل كانت بلاد تعرف التعميد
أم كانت بداية خطونا
فى الاثم والتشريد؟
أخمن في اندلاع الكأس
هل ظماً يزاوج بين أوجاع المراجل
والثريات البعيدة في مجرات
تلوح بارتداد الضوء للأعماق
هل عشق يؤله راقصات المعبد المسحور
والحراس ينكفئون بالأسوار؟
تلك الآهة المسحوبة الأجساد
فوق بلاط سيدة
تجيد الرفت والانشاد
هل مرت خيول الجنس بالقواد؟
ذاك السيد المصقول بالرغبات والأضداد
هل أعطى اشارة بدء معركة
لفض بكارة الأوراد؟
ذا شيخى
يراود فكرة التصعيد:
هل كأس معتقة
بقبو القصر عربدة
وأصفاد؟
أخمن في شعاب اليأس
هل ماتت قلاع الحلم
وانطفأت نجميات الفتى الولهان؟
ذا صب
يؤرخ للهوى مدنا
ويطرحها بأعتاب الذرا فجرا
ويجمعها
بكف السيف والميزان
كم مرت
سفائن غادرت قلبى
وحط الجند ترحال الفتوحات
خرائط للسهول وللجبال الشم والوديان
تلك حدود مملكتي
أنا ظمآن
تلك الكأس فارغة
وهذا النادل الوغد
يطاردنا
يجردنا
من النسيان
أخمن في الفراغ
بألف رأس
وهذا الشارع المسكون بالأشباح
عين القطة الزرقاء
كلب بامتداد الضوء
والأوجاع حاشية
من الفئران تجرى باتجاه القبو
مركبة تجر الخمر والعجلات
هل أمست
تفتش في المدينة
عن صباح يغسل الأحزان
وهل كان الفتى المخمور مثلى
يعب الكأس والنسيان
أنا ظمآن..
أنا ظمآن..!
