اللوحة: الفنان الفنلندي غونـار بيرنـدتسـون
أحمد بهجت سالم

ولأنني دوماً أعود
مُحَمَّلاً بالوقتِ
عربيداً على كتفي
مُعيراً دهشتي
لتمائم الفُقدانِ
تنظُرُنا
مُخاتِلةً لَعُوب
ولأنني داءٌ
يُصيُبُ العِشقَ
مُفْتَتَحي
هَسيسُ الغائبات
أُحصي نفائثها / نفائسها
وانتظرُ الهِبَات
والقُبلةُ المُزجاة
يعلمها فِراقُ الدنِّ
أولها فراتٌ
من فُرات
لا وقت لي للحب
حين يمر مُبتئساً
ويحكي عن
سحابٍ فوق هامتها
ويمطرها
فقط
مُغْرَورَقاً جَسَدي بها
لا أسم يجمعنا
ولا أعذار
ولنا دم الحكماء
ميثاق انتظار
وأُحب أن ينساكِ
نسياني
وتذكُرَكِ الحواس
وأُحب خُصْلَتَكِ
التي هي مَحْضُ راهبةٍ
عَلِمْتُ أريجها
ما ضرّ آثمةً بِسَبكِ العِشقِ
ظِلَّ مقالتي
وتساقطَ الزيتونِ
بين فروعها
ما ضرّ أسئلتي
مُرافقةَ الهَباء
وتسلقَ الأصباغَ
وجه حبيبتي
وكأنني كالوَجدِ
كالميثاقِ
كالتاريخِ
لا أدري الوَهَن
وكأنني أبْغيكِ عائدةً إلينا
أنتِ ..
ليس الظلَ
ليس الحُمْقَ
إكراءَ الخصوبةٍ للرواحلِ
والمِراء بلا ثمن
مُتَغَزِّلاً
في من يَسُوسُ الشَعْرُ جبهتها
وتُعلنُ عن أنوثتِها المُتُن
مُتأولاً أنِّي حَديثُكِ للطبيعةِ
وارتجافَ الهمِ عند رحيله
مُتَلَعْثِماً
ما بين أطوار التجَلِّي
وأنصهارَ البَرقِ
كان ولم يَكُن
للعَوْدِ آيته
نُزوحٌ مِنكِ نحوي
ثم ألا أُجن؟
كوني كواحدةٍ
وكالجاثومِ
يهواكِ الأرن
كوني كَشاعرةٍ
تذوبُ على حَرامٍ
مِن بَدَن
أنضمُ للأقمارِ
- كل مُسافرٍ –
في رُدهةِ الأقلامِ
مُلتصِقاً صخورَ المِلحِ
أنهشُها
كقَالَبِ سَلْسَبيل
أيَّانَ يَمْلُكُني السرابُ
أحطُّ في شُرُفاته
أملاءه أطْلابي
وأسبابَ الحياة
نِصْفَ السماءِ كفيلُ
كل الكونِ
يُلْفِظُهُ العِظاتْ