اللوحة: الفنان الفلسطيني محمد الركوعي
محمد نجيب بوجناح

سرّاً سأبقى هاهنا
إن دمّروا الإنسانَ والأشجارَ والتاريخَ
والقمرَ المضيءَ..
وما هبَّ ودبْ.
سرّاً سأبقى في البلدْ.
وإن تجبّروا
أو هَطَلَ النابالمُ والفوسفورُ
والحقدُ الذي ينساب من فِطَرِ الغُدَدْ.
وأرى الفرنسيينَ
والأمريكانَ
والألمانَ
قد جاؤوا بأطنانِ الورودِ
يهنّئونَ ناتنياهو بما فعلتْ يداهُ
وما هدَّ ودمّرَ أو سَلَبْ.
سراً سأبقى
أسرق السمعَ
لمن خانَ وبايعَ وانقلبْ.
وأرى ماكرونْ،
بضحكةِ المثليِّ،
والقردَ زيمور
والخنزيرَ سوناكْ
والنازيَ شولزْ
والشيخَ المتصابي،
تلك القرعة الذّابلة، بايدنْ.
سأراهُمُ
في قبحهمْ يرقصونَ
على يدٍ مقطوعةٍ
أو حمامةٍ مشلولةٍ
أو ضحكةٍ، لصغيرةٍ، فرّتْ
من جسدٍ يئنُّ في العَمَداني.. بلا سببْ.
كم همُ سعداءٌ..
وقد عادوا لأرضِ كنعانْ
والحقدُ في قلوبهمْ…نيرانٌ
ولهبْ.
سراً سأكبرُ
دون مرآة أرى فيها ما فعلوا
فكمْ من يهودٍ مرّوا من هنا
وداسوا ما أرى.
أغلبهم صهاينةٌ
وبعضهمْ صهاينةٌ قليلا
وقليلُهم ليسوا يهوداً.
سرّا سأبقى..
وأكبر وأرى..ما قد أرى..
فأنا الزيتونةُ الفلسطينيةُ
لن أنسى أبدا ما قد حصلْ.
وإن طَغُوا
سأربّي في جسدي زيتاً حاقداً.
وغَداً إنْ طَمُعَتْ حمامةٌ صهيونيةٌ
في ما ألِدْ..تفنى دونَ أمدْ..
فزيتي قاتلٌ.. قاتلٌ
لن يستثني ممّنْ داسَ فلسطينَ أحدْ.